في حقه مادحاً معجباً ومقدراً وهو إبراهيم بن العباس.
إني ما رأيتُ ولا سمعت بأحد أفضل من أبي الحسن الرضا عليهالسلام ، وشهدت منه ما لم اشهد من أحد غيره ما رأيته جفا احداً بكلام قط ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه وما رد أحداً عن حاجة قدر عليها ولا رأيته يشتم أحداً من مواليه ومماليكه وكان إذا خلا ونصبت الموائد اجلس على مائدته مماليكه ومواليه حتى البواب والسائس
نفحة عاطرة من أخلاق الرضا عليهالسلام السامية :
هذا ولا بد لنا من الوقوف بشيء من التدبر عند بعض هذه الاخلاق السامية التي تجمل بها هذا الإمام العظيم من اجل ان نستوحي منها دروساً أخلاقية تربوية تساهم في بناء الشخصية المثالية المنطلقة في ظلال الإسلام الوارفة نحو اهدافه الرفيعة. فمن الصفات النبيلة التي نسبها ذلك الشخص الى شخصية الإمام عليهالسلام أنه ما جفا أحداً بكلام قط.
وهذه اسمى صفة ترقى بصاحبها الى المنزلة الرفيعة باعتبار ان الكلام مرآة نفس المتكلم وعنوان ذاته فإذا كان ليناً هادئاً نفذ الى قلب السامع وادخل معه اليه المحبة والاحترام وبذلك يتحقق الهدف المقصود من توجيه كلامه الى الآخر.
ويتأكد الاهتمام بهذا الاسلوب الحكيم إذا كان المتكلم بصدد دفع المخاطب نحو عمل صالح ينفعه او خلق فاضل يرفعه او موقف سليم يناسبه وكذلك إذا كان بصدد إبعاده عما يضره من اضداد هذه الامور.