وكان الجو حارا فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه فقال له : يا فلان ما ذاك لك تنام الليل والنهار؟ لك الليل ولنا منك النهار.
ان اقتصار الامام عليهالسلام على اللوم والعتاب بهذا الاسلوب الرقيق بعد ان جلس عند رأسه ليروحه ويخفف من حرارة الجو عنه اوضح دليل على بلوغه القمة بالتجمل بهذا الخلق النبيل وهو صفة الحلم.
القصة الثانية : كالاولى بمضمونها ودلالتها على اتصاف الامام عليهالسلام بصفة الحلم السامية.
وحاصلها ان سفيان الثوري دخل عليه فوجده متغير اللون فسأله عن سبب ذلك فقال :
كنت قد نهيت أهل البيت عن ان يصعدوا فوق البيت فدخلت فإذا جارية من جواري ممن تربي بعض ولدي قد صعدت على السلم والصبي معها فلما بصرت بي ارتعدت وتحيرت وسقط الصبي الى الارض فمات فما تغير لوني لموت الصبي وانما تغير مما ادخلت عليها من الرعب وكان الامام عليهالسلام قد قال لها : أنت حرة لوجه الله لا بأس عليك لا بأس عليك.
القصة الثالثة : تتضمن اتصافه بالحلم وقوة الارادة والصبر وحاصلها ان المنصور كان قد سجنه في سجن الحيرة ـ بلد في العراق ـ وعندما اطلق سراحه في اول الليل وانطلق في سبيله اصطدم بأحد رجال الامن ومنعه هذا من السير قائلا له :
لا ادعك ان تجوز فألح عليه الامام عليهالسلام بطلب السماح فأبى إباء شديداً وكان مع الامام عليهالسلام شخصان احدهما مولى له يدعى مصادفا والآخر أحد أصحابه ويدعى مرازما ـ فقال له مصادف : جعلت فداك ان