والزكاة ـ بأن الماليين يثبت فيهما حقان احدهما معنوي وهو حق الإطاعة لله بالقضاء والثاني حق مادي وهو نفس الحق الشرعي الذي تعلق بمال العاصي لمستحقه وأما غير هذين الواجبين من الفروض الثلاثة المذكورة وهي الصلاة والصوم والحج فليس فيها سوى حق واحد وهو حق القضاء وهو بديل عن حق الاداء الذي كان ثابتا قبل حصول المخالفة المفوته.
والحاصل : أن المعصية اذا أدت الى غصب حق معنوي لله سبحانه ـ وحده او مع غصب حق مادي للغير وكان واجب القضاء فالتوبة لا تتحقق الا بقضاء ما وجب عليه قضاؤه لصاحبه لانه مع عدم القضاء يكون واقعا في معصية اخرى وراء المعصية الاولى ـ وهي نجاسة معنوية ثانية تضاف الى سابقتها ومع ذلك لا يعقل حصول التوبة بمعنى الطهارة والنظافة من دنس المعصية كما هو واضح ـ من أجل هذا وذاك اشترطوا لتحقق التوبة إرجاع كل حق غصب بالمخالفة السابقة ـ الى صاحبه والله سبحانه هو المسؤول ان يوفقنا جميعا لما فيه رضاه وسعادتنا في الدنيا والآخرة.
والسلام عليكم أيها الإخوان الأعزاء أولاً وآخراً ورحمة الله وبركاته.