المأمور به وترك المنهي عنه وذلك لان معنى الاصلاح بمفهومه اللغوي والعرفي هو اعطاء الصلاح للفرد الفاقد له او الجهة المحتاجة اليه من اجل ازالة الفرقة واعادة اللحمة التي فقدت بسبب النزاع الحاصل ومن المعلوم منطقيا ان الشخص الذي يريد ان يقوم بهذا الدور اي دور الاصلاح ـ لابد ان يكون واجدا لصفة الصلاح في نفسه ـ حتى يتمكن من ايجادها في غيره لان فاقد الشيء لا يعطيه.
ومن شروط الاصلاح التوازن والموضوعية في شخص المصلح لانه اذا كان فاقدا لهذه الصفة ومعروفا بالانتماء لاحد الطرفين المتخاصمين مع الميل له فكريا وعاطفيا فلا يستطيع ان يقوم بدور الحكم المنصف المصلح بعد ان كان طرفا في النزاع وخصما ولو بحسب الظاهر لاحد الطرفين.
ومن شروط الاصلاح اتباع الاسلوب القرآني والتجمل بالادب الاسلامي المتمثل بالدعوة الى التقارب والتحابب بالحكمة والموعظة الحسنة لان ذلك يساهم مساهمة فعالة في تحقيق هدف الصلاح والاصلاح بخلاف الاسلوب القاسي المثير فهو يعقد المشكلة ويعمق الخصومة بدل ان يزيلها.
وما امس حاجتنا لان تشيع روح الصلاح وتنتشر ظاهرة الاصلاح على نطاق واسع بين افراد مجتمعنا وعلى الاخص في هذه الايام التي تعاون فيها اعداؤنا على الإثم والعدوان في مجال إثارة الفتن الداخلية بتحريك النعرات الطائفية والمذهبية والخلافات السياسية من اجل ان يحصل التصادم ويضعف الجميع بتصادمهم ويقوى العدو بضعفهم ويحقق اهدافه الاستعمارية على حساب اهدافهم انطلاقا من قاعدته الشيطانية القائلة : فرق تسد ، ولذلك يطلب من الجميع ان يكونوا حذرين