التوصل بها الى دفع مكروه او جلب محبوب ـ فهي ليست الا ادوات جامدة في يد الارادة الإلهية فلا تجلب للإنسان نفعا ولا تدفع عنه ضررا الا اذا كان الله سبحانه برحمته وحكمته قد قدر لها ان تنجح ويترتب عليها اثرها وبدون ذلك تبقى على جمودها المعنوي ولا تتحرك خطوة واحدة في طريق الهدف المرسوم لمن اوجد هذه الاسباب وقد مرت الاشارة الى ذلك عند التحدث حول احد الاسباب التي كانت تدعو الامام عليهالسلام للسجود وهو تذكره للنعمة.
والامام عليهالسلام حيث كان معتقدا بهذه الحقيقة الايمانية فهو يبادر الى تقديم الشكر لله سبحانه بعقله متفكرا وبقلبه مؤمنا بأنه مصدر الخير والعطاء والملجأ الذي ينتهي اليه كشف البلاء وكيد الاعداء وكان عليهالسلام يتمم هذا الشكر الباطني الداخلي بالشكر العملي وذلك باستخدام تلك الصحة والسلامة التي وفقه الله للظفر بها بدفع الضرر وكيد العدو عنه في سبيل عبادة الله سبحانه ومرضاته ونفع خلقه ودفع المكروه عنهم كما دفع الله عنه باب الحديث القائل : لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ، والحديث الآخر القائل : الخلق عيال الله واحبهم اليه انفعهم لعياله.
أهمية الاصلاح بين المتخاصمين في الإسلام :
ومن الاسباب التي كانت تدعوه عليهالسلام للسجود هو ان يتوفق للإصلاح بين المتخاصمين.
وذلك لأن إصلاح ذات البين افضل من عامة الصلاة والصيام كما ورد في الحديث والمراد الصلاة والصيام المستحبان وحيث انه من اهم الاعمال القريبة المستحبة وربما يكون واجبا في بعض الموارد بالعنوان