وقد روى لنا القرآن الكريم قصة ذلك الإيثار العظيم الذي تجمل به جماعة من أهل بيت الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم تجاه ثلاثة من الجائعين وذلك بقوله سبحانه في سورة الإنسان ، الآية : ٨ ـ ٩ :
( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً * إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءً ولاشكوراً )
كما اشار الى قصة مماثلة حصلت من بعض افراد هذا البيت الطاهر او من بعض الاشخاص الذين اقتدوا بهم وساروا على خطهم وذلك بقوله تعالى :
( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شُح نفسه فأولئك هم المفلحون ) (١).
ولو ان الأمة الإسلامية طبقت تعاليم الإسلام في مجال الاقتصاد وغيره من المجالات الحياتية لكانت كما اراد الله لها ان تكون حاضراً ومستقبلاً ـ خير امة اخرجت للناس ـ في جميع المجالات ومن جميع الجهات ـ كما بلغت في التاريخ ـ وسلم الكثيرون من مأساة الفقر بتطبيق التعاليم الاقتصادية وقاية وعلاجاً كما تسلم من مرض الشرذمة والتمزق بالاعتصام بحبل الله سبحانه عملاً بقوله سبحانه :
( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا) (٢).
وهكذا وقف الإسلام من المرض المادي الجسمي نفس الموقفين اللذين وقفهما مع مرض الفقر ومشكلته.
__________________
(١) سورة الحشر ، الآية : ٩.
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١٠٣.