الإلهية بسلك
الإيمان ومتحركا في إطار الإرادة السماوية وفلك الشريعة المحمدية ليظل بهذا
الارتباط وذلك التحرك المنظم محصورا في محور مصلحته وسعادته وبعيدا عما يؤدي به
الى مضرته ومفسدته من التصرفات الخارجة عن نطاق المنهج السماوي.
وقد تحصل من مجموع ما تقدم ان العبادة
بكلا معنييها العام والخاص تمثل الحركة الاختيارية للبشرية الحكيمة في إطار
الإرادة الإلهية الرحيمة التي لم تضع الشريعة الا لتكون المحور الذي تدور حوله
وتتحرك في فلكه تصرفات الإنسان لتنتهي به الى ما اراد الله سبحانه وصوله اليه
وحصوله عليه من الخير والكمال والسعادة والفضيلة في الدنيا والآخرة وقد اشار الله سبحانه
الى ذلك بقوله :
( من عمل صالحا من ذكر
او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون ) .
لا سعادة ولا سلام الا في ظل
الاسلام :
ولم تصب البشرية بما أصيبت به في كل
ادوار التاريخ من التفسخ الاجتماعي والانيهار الخلقي والتأخر الاقتصادي والتدهور
الامني وغير ذلك من المآسي والنوائب الا بسبب بعدها عن منهج السماء لانه وحده سبيل
السعادة والسلام فمن سلكه وصل اليهما ومن تركه وقع في ضدهما وضد السعادة الشقاء
وضد السلام الحرب.
وبذلك يعرف السر في انتشار هذين
الوباءين في العالم واذا ظهر السبب بطل العجب.
__________________