شرحت ذلك بصورة مفصلة في بعض الخطب السابقة.
ويسرني ان اذكر في ختام هذا الحديث خلاصته فأقول :
حيث ان الله سبحانه اوجدنا في هذه الدنيا من اجل ان نزرع في حقلها التقوى والعمل الصالح وننال بذلك ما نحتاج اليه فيها من الامور التي يتوقف عليها نظام حياتنا ومعاشنا كما ننال بعد ذلك النعيم الخالد والسعادة الابدية في جوار الله سبحانه بعد مغادرة هذه الحياة.
أجل : حيث ان الله سبحانه برحمته وحكمته اراد لنا ذلك فقد امرنا بتوفير ما يوصل اليه من الايمان الصادق والعمل الصالح ومن الواضح ان اطاعته سبحانه غير مقصورة على امتثال الاحكام الالزامية ـ وهي الواجبات والمحرمات ـ بل تشمل المستحب مع الواجب والمكروه مع الحرام ـ ومن المعلوم ان الانسان المؤمن الملتزم بخط السماء بإيمانه الصادق وخلقه الفاضل وعمله الصالح يحقق بذلك ما اراد الله سبحانه له ان يصل اليه ويحصل عليه من السعادة والرفعة في الدنيا والآخرة.
وقد اشار الله سبحانه الى ذلك بقوله تعالى :
( ولو ان أهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ) (١).
بالإيمان الصادق والخلق الفاضل والعمل الصالح
تنال السعادة في الدنيا والآخرة :
ومن الواضح لدى المؤمن الرسالي ان كل ما ينفعه ويرفعه من
__________________
(١) سورة الأعراف ، الآية : ٩٦.