الرابع : الالتفات الى ان دار الدنيا هي دار ابتلاء وامتحان لتظهر به حقيقة الايمان ويتميز الحقيقي منه عن السطحي الذي لا يثبت امام النوائب قال سبحانه :
( الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن اللهُ الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) (١).
الخامس : توقع حصول الفرج بعد الشدة واليسر بعد العسر كما يوحي بذلك قوله تعالى : ( فإن مع العسر يُسراً * إن مع العسر يسراً ) (٢).
حيث اقتضت الرحمة الإلهية والحكمة السماوية ان لا تستقر المصيبة وتستمر الشدة بدون حد تقف عنده في الغالب وتفضل الله سبحانه على ايوب بالفرج بعد الشدة والشفاء بعد العلة والرخاء بعد الشقاء يقوي الثقة بتبدل الوضع من الصعب الى السهل وخصوصا اذا حصل التوكل على الله سبحانه والتضرع اليه بالدعاء والانقطاع قال سبحانه :
( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) (٣).
وقال تعالى : ( ادعوني أستجب لكم ) (٤).
ويقوى الامل بالفرج بعد الشدة اذا اقترن الدعاء والتوكل بالتصدق لما هو المشهور من ان الصدقة تدفع البلاء وقد أبرم إبراما كما تقدم.
__________________
(١) سورة العنكبوت ، الآيات : ١ ، ٢ ، ٣.
(٢) سورة الشرح ، الآيتان : ٥ ، ٦.
(٣) سورة الطلاق ، الآية : ٣.
(٤) سورة غافر ، الآية : ٦٠.