واما الخامس وهو المعاد : فالايمان به من لوازم الايمان بعدل الله ( الاصل الثاني ) كما هو واضح وقد شرح مفصلا في محله من كتب العقائد الإسلامية.
فالإنسان اذا حصل الإيمان الصادق المتمثل بالاعتقاد بأصول الدين المذكورة وعمل بمقتضاها بفعل ما أمره الله به وحصل مصلحته مع ترك ما نهاه عنه ليسلم من مفسدته ـ وبذلك الفعل وهذا الترك يتجمل بالفضيلة ويتجنب الرذيلة.
أجل : اذا حصل الإنسان الإيمان الصادق وترجمه على الصعيد الخارجي بالتقوى والعمل الصالح يتوفق بذلك لنيل السعادة والسلامة من الخسارة في الدنيا والآخر.
وقد نص الله سبحانه على ذلك بقوله : ولو ان اهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض.
وقد تقدم شرحها مفصلا في الخطبة الرابعة صفحة ٢٢.
هذا حاصل ما ينبغي ان يذكر في المقام من وحي الصفتين الاوليين (١) من الصفات الاربع المساهمة في سلامة الإنسان المؤمن من الخسارة الشاملة وظفره بربح السعادة الكاملة.
وبقي عليَّ ان اتابع الحديث حول الصفتين الاخريين وهما التواصي بالحق والتواصي بالصبر ليعرف الوجه في ترتب السلامة من الخسر عليهما وربح السعادة بواسطتهما فأقول :
حيث ان الفرد يشكل اللبنة في بناء صرح المجتمع وخصوصا
__________________
(١) وهما صفتا الإيمان الصادق والعمل الصالح.