أقول : وروي مثله بإسناده عن المعلى عن أبي عبد الله (ع) وهو من الجري أو من البطن.
وفي المجمع في قوله تعالى : « الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ » الآيات ، نزل قوله : « الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ » وما بعده ـ في عبد الله بن سلام وتميم الداري ـ والجارود والعبدي وسلمان الفارسي ـ فإنهم لما أسلموا نزلت فيهم الآيات. عن قتادة.
وقيل : نزلت في أربعين رجلا من أهل الإنجيل ـ كانوا مسلمين بالنبي صلىاللهعليهوآله قبل مبعثه ـ اثنان وثلاثون من الحبشة ـ أقبلوا مع جعفر بن أبي طالب وقت قدومه ـ وثمانية قدموا من الشام منهم بحيراء وأبرهة والأشرف وأيمن وإدريس ونافع وتميم.
أقول : وروي غير ذلك.
وفيه في معنى قوله تعالى : « وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ » وقيل : يدفعون بالحلم جهل الجاهل. عن يحيى بن سلام ، ومعناه يدفعون بالمدارأة مع الناس أذاهم عن أنفسهم : وروي مثل ذلك عن أبي عبد الله (ع).
وفي الدر المنثور ، أخرج عبد بن حميد ومسلم والترمذي وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة قال : لما حضرت وفاة أبي طالب أتاه النبي صلىاللهعليهوآله ـ فقال : يا عماه قل : لا إله إلا الله ـ أشهد لك بها عند الله يوم القيامة ، فقال : لو لا أن يعيرني قريش ـ يقولون ما حمله عليها إلا جزعه من الموت لأقررت بها عليك ـ فأنزل الله عليه : « إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ـ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ »
أقول : وروي ما في معناه عن ابن عمر وابن المسيب وغيرهما ، وروايات أئمة أهل البيت عليهالسلام مستفيضة على إيمانه والمنقول من أشعار مشحون بالإقرار على صدق النبي صلىاللهعليهوآله وحقية دينه ، وهو الذي آوى النبي صلىاللهعليهوآله صغيرا وحماه بعد البعثة وقبل الهجرة فقد كان أثر مجاهدته وحده في حفظ نفسه الشريفة في العشر سنين قبل الهجرة يعدل أثر مجاهدة المهاجرين والأنصار بأجمعهم في العشر سنين بعد الهجرة.
( وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ