إليه إذ حانت منه التفاتة ـ فإذا رجل معه في القبة قال له : من أنت؟ قال : أنا الذي لا أقبل الرشا ولا أهاب الملوك أنا ملك الموت. فقبضه وهو قائم متكئ على عصاه في القبة والجن ينظرون إليه ـ.
قال : فمكثوا سنة يدأبون له حتى بعث الله عز وجل الأرضة ـ فأكلت منسأته وهي العصا ، فلما خر تبينت الجن ـ أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين الحديث.
أقول : وبقاؤه عليهالسلام على حال القيام متكئا على عصاه سنة وارد في عدة من روايات الشيعة وأهل السنة.
وفي المجمع ، في الحديث عن فروة بن مسيك قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآله عن سبإ أرجل هو أم امرأة؟ فقال : هو رجل من العرب ـ ولد عشرة تيامن منهم ستة وتشاءم أربعة ـ فأما الذين تيامنوا ـ فالأزد وكندة ومذحج والأشعرون وأنمار وحمير فقال رجل من القوم : ما أنمار؟ قال : الذين منهم خثعم وبجيلة. وأما الذين تشاءموا فعاملة وجذام ولخم وغسان.
أقول : ورواه في الدر المنثور ، عن عدة من أرباب الجوامع والسنن عنه (ص)
والمراد بالتيامن والتشاؤم السكونة باليمن والشام.
وفي الكافي ، بإسناده عن سدير قال : سأل رجل أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عز وجل. « فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ » الآية ـ فقال : هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض ـ وأنهار جارية وأموال ظاهرة فكفروا نعم الله عز وجل ـ وغيروا ما بأنفسهم من عافية الله ـ فغير الله ما بهم من نعمة ـ والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ـ فأرسل الله عليهم سيل العرم ففرق قراهم وخرب ديارهم وذهب بأموالهم وأبدلهم مكان جنانهم جنتين ـ ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ـ ثم قال : « ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ ».
أقول : وورد في عدة من الروايات أن القرى التي بارك الله فيها هم أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله والقرى الظاهرة هم الوسائط بينهم وبين الناس من حملة أحاديثهم وغيرهم ، وهو من بطن القرآن وليس من التفسير في شيء.