فغضبن من ذلك ، وقلن : لعلك ترى أنك إن طلقتنا ـ أن لا نجد الأكفاء من قومنا يتزوجونا؟.
فأنف الله عز وجل لرسوله فأمره أن يعزلهن ـ فاعتزلهن رسول الله صلىاللهعليهوآله في مشربة أم إبراهيم ـ تسعة وعشرين يوما حتى حضن وطهرن ـ ثم أنزل الله عز وجل هذه الآية وهي آية التخيير ـ فقال : « يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ ـ إلى قوله ـ أَجْراً عَظِيماً » فقامت أم سلمة أول من قامت فقالت : قد اخترت الله ورسوله ـ فقمن كلهن فعانقنه وقلن مثل ذلك الحديث.
أقول : وروي ما يقرب من ذلك من طرق أهل السنة وفيها أن أول من اختارت الله ورسوله منهن عائشة.
وفي الكافي ، بإسناده عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله عليهالسلام : أن زينب بنت جحش قالت : يرى رسول الله إن خلى سبيلنا أن لا نجد زوجا غيره ـ وقد كان اعتزل نساءه تسعة وعشرين ليلة ـ فلما قالت زينب الذي قالت بعث الله جبرائيل إلى محمد صلىاللهعليهوآله فقال : « قُلْ لِأَزْواجِكَ » الآيتين كلتيهما ـ فقلن : بل نختار الله ورسوله والدار الآخرة.
وفيه ، بإسناده عن عيص بن القاسم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن رجل خير امرأته فاختارت نفسها بانت؟ قال : لا. إنما هذا شيء كان لرسول الله صلىاللهعليهوآله خاصة أمر بذلك ففعل ، ولو اخترن أنفسهن لطلقهن وهو قول الله عز وجل : « قُلْ لِأَزْواجِكَ ـ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها ، فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً ».
وفي المجمع ، روى الواحدي بالإسناد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله جالسا مع حفصة ـ فتشاجرا بينهما فقال لها : هل لك أن أجعل بيني وبينك رجلا؟ قالت : نعم.
فأرسل إلى عمر فلما أن دخل عليهما قال لها : تكلمي ، فقالت : يا رسول الله تكلم ولا تقل إلا حقا ـ فرفع عمر يده فوجأ وجهها ـ ثم رفع يده فوجأ وجهها ـ.
فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : كف فقال عمر : يا عدوة الله النبي لا يقول إلا حقا والذي بعثه بالحق ، لو لا مجلسه ما رفعت يدي حتى تموتي ـ فقام النبي صلىاللهعليهوآله فصعد