وكان أول من علق على بابه المصراعين معاوية بن أبي سفيان ، وليس ينبغي لأحد أن يمنع الحاج شيئا من الدور ومنازلها.
أقول : والروايات في هذا المعنى كثيرة وتحرير المسألة في الفقه.
وفي الكافي ، عن ابن أبي عمير عن معاوية قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عز وجل : « وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ » ـ قال : كل ظلم إلحاد ، وضرب الخادم في غير ذنب من ذلك الإلحاد.
وفيه ، بإسناده عن أبي الصباح الكناني قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قوله عز وجل : « وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ » ـ فقال : كل ظلم يظلم الرجل نفسه بمكة من سرقة ـ أو ظلم أحد أو شيء من الظلم فإني أراه إلحادا ، ولذلك كان يتقي أن يسكن الحرم.
أقول : ورواه أيضا في العلل عن أبي الصباح عنه عليهالسلام وفيه : ولذلك كان ينهى أن يسكن الحرم ، وفي معنى هذه الرواية والتي قبلها روايات أخر.
وفي الكافي ، أيضا بإسناده عن الربيع بن خثيم قال : شهدت أبا عبد الله عليهالسلام وهو يطاف به حول الكعبة في محمل ـ وهو شديد المرض فكان كلما بلغ الركن اليماني ـ أمرهم فوضعوه بالأرض فأخرج يده من كوة المحمل ـ حتى يجرها على الأرض ثم يقول : ارفعوني.
فلما فعل ذلك مرارا في كل شوط قلت له : جعلت فداك يا ابن رسول الله إن هذا يشق عليك فقال : إني سمعت الله عز وجل يقول : « لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ » ـ فقلت : منافع الدنيا أو منافع الآخرة؟ فقال : الكل.
وفي المجمع ، في الآية وقيل : منافع الآخرة وهي العفو والمغفرة وهو المروي عن أبي عبد الله (ع).
أقول : وإثبات إحدى المنفعتين لا ينفي العموم كما في الرواية السابقة.
وفي العيون ، فيما كتبه الرضا عليهالسلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل : وعلة الحج الوفادة إلى الله عز وجل وطلب الزيادة ـ والخروج من كل ما اقترف ـ وليكون تائبا مما مضى مستأنفا لما يستقبل ، وما فيه من استخراج الأموال وتعب الأبدان ، وحظرها عن الشهوات واللذات ـ والتقرب بالعبادة إلى الله عز وجل ـ والخضوع والاستكانة.