في غير الأحكام لا حجية فيها وخاصة ما كان مخالفا للكتاب منها كما تقدم.
وفي المحاسن ، بإسناده عن الوصافي عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن فيما ناجى الله به موسى أن قال : يا رب هذا السامري صنع العجل ، الخوار من صنعه؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليه : أن تلك فتنتي فلا تفحص عنها.
أقول : وهذا المعنى وارد في مختلف الروايات بألفاظ مختلفة ، وعمدة الوجه في ذلك شيوع النقل بالمعنى وخاصة في النبويات من جهة منعهم كتابة الحديث في القرن الأول الهجري حتى ضربه بعض الرواة في قالب الجبر وليس به فإنه إضلال مجازاة وليس بإضلال ابتدائي. وقد نسب هذا النوع من الإضلال في كتابه إلى نفسه كثيرا كما قال : « يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ » البقرة : ٢٦.
وأحسن تعبير عن معنى هذا الإضلال في الروايات ما تقدم في رواية القمي : « فقال يعني موسى : يا رب العجل من السامري فالخوار ممن؟ فقال : مني يا موسى إني لما رأيتهم قد ولوا عني إلى العجل ـ أحببت أن أزيدهم فتنة.
وما وقع في رواية راشد بن سعد المنقولة في الدر المنثور : وفيه « قال : يا رب فمن جعل فيه الروح؟ قال : أنا ، قال : فأنت يا رب أضللتهم قال! يا موسى : يا رأس النبيين ويا أبا الحكام ، إني رأيت ذلك في قلوبهم ـ فيسرته لهم ». الحديث.
وفي المجمع ، قال الصادق عليهالسلام : إن موسى هم بقتل السامري فأوحى الله سبحانه إليه : لا تقتله يا موسى فإنه سخي.
* * *
( كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً (٩٩) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً (١٠٠) خالِدِينَ فِيهِ وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلاً (١٠١) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً (١٠٢) يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ