* وحكى اللحيانى : أَلَكْته إليه فى الرسالة أُليكه إلاكة وهذا إنما هو على إبدال الهمزة إبدالا صحيحا ومن روى بيت زهير :
*إلى الظَّهيرة أمرٌ بينهم لِيَكُ* (١)
فإنه أراد : لِئَك : وهى الرسائل ، فسّره بذلك ثعلب ولم يهمزه ؛ لأنه حجازىّ.
* والمَلأَك : الملك ؛ لأنه يبلِّغ الرسالة عن الله عزوجل فحذِفت الهمزة وألقيت حركتها على الساكن قبلها.
والجمع : ملائكة ، جمعوه متمَّما وزادوا الهاء للتأنيث.
* وقوله عزوجل : (وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها) [الحاقة : ١٧] إنما عُنِى به الجِنس.
وإنما قدَّمت باب : مَألكة على باب : مَلأكة ؛ لأن مألكة أصل ، وملأكة فرع مقلوب عنها ؛ ألا ترى أن سيبويه ، قدَّم «مألكة» على «ملأكة» فقال : وقالوا : مألكة وملأكة ، فلم يكن سيبويه ـ على ما هو به من التقدم والفضل ـ ليبدأ بالفرع على الأصل ، هذا مع قولهم : الأَلُوك ، فلذلك قدّمناه ، وإلّا فقد كان الحكم أن نقدم ملأكة على مألكة لتقدم اللام فى هذه الرتبة على الهمزة.
فأمَّا قول رُوَيشد :
فأبلغ مالِكا أنّا خَطَبنا |
|
وأنَّا لم نلائم بعدُ أهلا (٢) |
فإنه ظنّ مَلَك الموت من «م ل ك» فصاغ مالِكاً من ذلك ، وهو غلط منه. وقد غلط بذلك فى غير موضع من شعره كقوله :
غدا مالِكٌ يبغى نسائى كأنّما |
|
نسائى لسَهْمَىْ مالكٍ غرضانِ (٣) |
وقوله :
فياربِّ فاترك لى جُهيمة أعصُرا |
|
فمالِكُ موتٍ بالفراق دهانى (٤) |
وذلك أنه رآهم يقولون : مَلَك ؛ بغير همز ، وهم يريدون مَلأكَ فتوَهّم أن الميم أصل وأن
__________________
(١) عجز البيت لزهير بن أبى سلمى فى ديوانه ص ١٦٤ ؛ ولسان العرب (ردد) ، (لأك) ، (لبك) ، (قين) ؛ وتهذيب اللغة (٩ / ٣٢٠ ، ٣٢١ ، ١٠ / ٢٦٢ ، ١٤ / ٦٥) ؛ وجمهرة اللغة ص ٣٧٧ ؛ كتاب العين (٥ / ٣٧٧) ؛ وكتاب الجيم (٣ / ٢١٣) ؛ وتاج العروس (لبك) ، (قين) ؛ وبلا نسبة فى المخصص (١٢ / ٣٢٥) ؛ وصدره : *ردّ القيان جمال الحيّ فاحتملوا* وفى العجز : (لَبِكٌ) مكان (لِيَكُ).
(٢) البيت لرويشد فى لسان العرب (لأك).
(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (لأك) ، (ملك).
(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (لأك) ، (جهم) ؛ وتاج العروس (جهم). وفيه : *فياربّ عمّر لي جهيمة) مكان (فيارب فاترك لي جهيمة).