*إلى اليوم قد جُرِّبن كل التَّجارب* (١)
وقول الأعشى :
كم جَرَّبوه فما زادت تجارِبُهم |
|
أبا قُدَامة إلَّا المجدَ والفَنَعا (٢) |
فإنه مصدر مجموع مُعْمَل فى المفعول به ، وهو غريب.
قال ابن جِنّى : قد يجوز أن يكون (أبا قُدامة) منصوبا بزادت : أى فما زادت أبا قُدَامة تجاربُهم إيَّاه إلا المجدَ ، والوجه : أن تنصبه بتجاربهم ؛ لأنها العامل الأقرب ؛ ولأنه لو أراد إعمال الأول لكان حَرًى أن يُعْمِل الثانىَ أيضا فيقولَ : فما زادت تجاربهم إيَّاه أبا قدامة إلَّا كذا ، كما تقول : ضربت فأوجعته زيدا (ويضعف : ضربت فأوجعت زيدا) على إعمال الأول ، وذلك أنك إذا كنت تعمل الأول على بعده وجب إعمال الثانى أيضا لقربه ؛ لأنه لا يكون الأبعد أقوى حالا من الأقرب فإن قلت : أكْتُفِى بمفعول العامل الأول من مفعول العامل الثانى ، قيل لك : فإذا كنتَ مكتفيا مختصِرا فاكتفاؤك بإعمال الثانى الأقرب أولى من اكتفائك بإعمال الأول الأبعد. وليس لك فى هذا ما لك فى الفاعل ؛ لأنك تقول : لا أُضمر على غير تقدم ذكر ، إلَّا مستكرَها فتعملُ الأول فتقول : قام وقعدا أخواك. فأمَّا المفعول فمنه بُدّ فلا ينبغى أن يُتَباعد بالعمل إليه ويُترك ما هو أقرب إلى المعمول فيه منه.
* ورجلٌ مجَرَّب : قد بُلىَ ما عنده.
* ومجرِّب : قد عَرَف الأمور.
* ودراهم مجرَّبة : موزونة ، عن كراع ، وقالت عجوز فى رجل كان بينها وبينه خصومة فبلغها موتُه :
سأجعل للموت الذى التفّ رُوحَه |
|
وأصبح فى لَحْد بجُدَّة ثاويا |
ثلاثين دينارا وستِّين درهما |
|
مُجَرَّبَة نَقْدا ثِقَالا صوافيا (٣) |
* والجَرَبَّةُ : جَمَاعةُ الحُمُر.
وقيل : هى الغِلاظ الشداد منها.
* وقد يقال للأقوياء من الناس إذا اجتمعوا : جَرَبَّة ، قال :
__________________
(١) عجز بيت لأبى حيَّة النُّميرىّ فى ديوانه ص ١١٩ ؛ ولسان العرب (جمر) ؛ وتاج العروس (جمر) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة (١١ / ٧٥). وصدره : *لنا جمرات ليس فس الأرض مثلها*.
(٢) البيت للأعشى فى ديوانه ص ١٥٩ ؛ ولسان العرب (جرب) ، (فنع).
(٣) البيتان بلا نسبة فى لسان العرب (جرب) ؛ وتاج العروس (جرب).