ولكنه أحد الحروف التى شذَّت فجاءت على «مَفْعِل». وقد ذكرتها هنالك.
قال سيبويه : وأمَّا المسجِد فإنهم جعلوه اسما للبيت ، ولم يأت على فَعَل يفعُل : كما قال فى المُدُق : إنه اسم للجُلْمود ، يعنى : أنه ليس على الفِعل ، ولو كان على الفعل لقيل : مِدَقٌّ لأنه آلة والآلات تجئ على «مِفْعَل» كمِخرز ومِكْنَس ومِكْسَح.
* والمِسْجَدة : الخُمْرة المسجود عليها.
* وقوله تعالى : (وَأَنَ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) [الجن : ١٨] قيل : هى مواضع السجود من الإنسان : الجبهة واليدان والركبتان والرِّجْلان.
* وأسجد الرجلُ : طأطأ رأسه وانحنى : وكذلك البعير ، قال الأسَدِىّ ـ أنشده أبو عُبَيد ـ :
*وقلن له أسجِدْ لليلى فأسجدا* (١)
* والإسجاد : إدامة النظر مع سكون ، قال كُثِّير :
أغرّكِ منّى أنَّ دَلَّكِ عندنا |
|
وإسجادَ عينيكِ الصَّيودَين رابح (٢) |
* ونخل سواجد : مائلة عن أبى حنيفة.
وأنشد للبيد :
بين الصَّفا وخليج العين ساكنةٌ |
|
غُلْب سواجد لم يدخل بها الحَصَر (٣) |
قال : وزعم ابن الأعرابى : أن السواجد هنا : المتأصّلة الثابتة ، قال : وأنشد فى وصف بعير سانية :
لو لا الزِّمامُ اقتحم الأجاردا |
|
بالغَرْب أو دَقّ النعام الساجدا (٤) |
كذا حكاه أبو حنيفة لم أغَيّر من حكايته شيئا.
__________________
(١) الشطر للأسدى فى لسان العرب (سجد) ؛ وتاج العروس (سجد) ؛ وبلا نسبة فى مقاييس اللغة (٣ / ١٣٣) ؛ والمخصص (١٣ / ٨٧) ؛ وتهذيب اللغة (١٠ / ٥٦٩) ؛ ومجمل اللغة (٣ / ١١٩) ؛ وأساس البلاغة (سجد).
(٢) البيت لكثير عزة فى ديوانه ص ١٨٤ ؛ ولسان العرب (سجد) ؛ وأساس البلاغة (سجد).
(٣) البيت للبيد فى ديوانه ص ٦٠ ؛ وتاج العروس (سجد) ، (شمذ) ؛ وتهذيب اللغة (٣ / ٤٨ ، ١٠ / ٥٧٢ ، ١١ / ٣٣٦) ؛ والمخصص (١١ / ١١٣ ، ١١٤) ؛ ولسان العرب (سجد) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (سجد) ؛ والمخصص (١١ / ١١٤).
(٤) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (سجد) ؛ والمخصص (١١ / ١١٤).