إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الميزان في تفسير القرآن [ ج ١١ ]

316/390
*

من أمر الله ، وقيل : هو كذلك لكن « مِنْ » بمعنى « عن » أي يحفظونه عن أمر الله أن يحل به ويغشاه وفسروا الحفظ من أمر الله بأن الأمر بمعنى البأس أي يحفظونه من بأس الله بأن يستمهلوا كلما أذنب ويسألوا الله سبحانه أن يؤخر عنه المؤاخذة والعقوبة أو إمضاء شقائه لعله يتوب ويرجع ، وفساد أغلب هذه الوجوه ظاهر غني عن البيان.

ومن ذلك اختلافهم في اتصال قوله : « لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ » إلخ فقيل : متصل بقوله : « سارِبٌ بِالنَّهارِ » وقد تقدم معناه ، وقيل : متصل بقوله : « اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى » أو قوله : « عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ » أي كما يعلمهم جعل عليهم حفظة يحفظونهم. وقيل متصل بقوله : « إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ » الآية يعني أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله محفوظ بالملائكة. والحق أنه متصل بقوله : « وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ » ونوع بيان له ، وقد تقدم ذكره.

ومن ذلك اختلافهم في اتصال قوله : « إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ » إلخ فقيل : إنه متصل بقوله : « وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ » الآية أي أنه لا ينزل العذاب إلا على من يعلم من جهتهم بالتغيير حتى لو علم أن فيهم من سيؤمن بالله أو من في صلبه ممن سيولد ويعيش بالإيمان لم ينزل عليهم العذاب ، وقيل : متصل بقوله : « سارِبٌ بِالنَّهارِ » يعني أنه إذا اقترف المعاصي فقد غير ما به من سمة العبودية وبطل حفظه ونزل عليه العذاب. والقولان ـ كما ترى ـ بعيدان من السياق والحق أن قوله : « إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ » إلخ ، تعليل لما تقدمه من قوله : « يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ » وقد مر بيانه.

قوله تعالى : « هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ » السحاب بفتح السين جمع سحابة بفتحها ولذلك وصف بالثقال.

والإراء إظهار ما من شأنه أن يحس بالبصر للمبصر ليبصره أو جعل الإنسان على صفة الرؤية والإبصار ، والتقابل بين قوله : « يُرِيكُمُ » وقوله : « يُنْشِئُ » يؤيد المعنى الأول.

وقوله : « خَوْفاً وَطَمَعاً » مفعول له أي لتخافوا وتطمعوا ، ويمكن أن يكون مصدرين بمعنى الفاعل حالين من ضمير « يُرِيكُمُ » أي خائفين وطامعين.