العزيز ، وكلموا العزيز في ذلك أن يأخذ أي من شاء منهم ، ويخلي عن سبيل أخيهم المتهم ليرجعوه إلى أبيه.
ومعنى الآية ظاهر ، وفي اللفظ ترقيق واسترحام وإثارة لصفة الفتوة والإحسان من العزيز.
قوله تعالى : « قالَ مَعاذَ اللهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ إِنَّا إِذاً لَظالِمُونَ » رد منه عليهالسلام لسؤالهم أن يأخذ أحدهم مكانه ومعنى الآية ظاهر.
قوله تعالى : « فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا » إلى آخر الآية قال في المجمع ، : اليأس قطع الطمع من الأمر يقال يئس ييأس وأيس يأيس لغة ، واستفعل مثل استيأس واستأيس. قال : ويئس واستيأس بمعنى مثل سخر واستسخر وعجب واستعجب.
والنجي القوم يتناجون الواحد والجمع فيه سواء قال سبحانه : « وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا » وإنما جاز ذلك لأنه مصدر وصف به ، والمناجاة المسارة وأصله من النجوة هو المرتفع من الأرض فإنه رفع السر من كل واحد إلى صاحبه في خفية ، والنجوى يكون اسما ومصدرا قال سبحانه : « وَإِذْ هُمْ نَجْوى » أي يتناجون ، وقال في المصدر : « إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ » وجمع النجي أنجية قال : وبرح الرجل براحا إذا تنحى عن موضعه. انتهى.
والضمير في قوله : « فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ » ليوسف ويمكن أن يكون لأخيه والمعنى « فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا » أي إخوة يوسف « مِنْهُ » أي من يوسف أن يخلي عن سبيل أخيه ولو بأخذ أحدهم بدلا منه « خَلَصُوا » وخرجوا من بين الناس إلى فراغ « نَجِيًّا » يتناجون في أمرهم أيرجعون إلى أبيهم وقد أخذ منهم موثقا من الله أن يعيدوا أخاهم إليه أم يقيمون هناك ولا فائدة في إقامتهم؟ ما ذا يصنعون؟.
« قالَ كَبِيرُهُمْ » مخاطبا لسائرهم « أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَباكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ » ألا ترجعوا من سفركم هذا إليه إلا بأخيكم ، « وَمِنْ قَبْلُ » هذه الواقعة « ما فَرَّطْتُمْ » أي تفريطكم وتقصيركم « فِي » أمر « يُوسُفَ » عهدتم أباكم أن تحفظوه وتردوه إليه سالما فألقيتموه في الجب ثم بعتموه من السيارة ثم أخبرتم أباكم أنه أكله الذئب.
« فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ » أي فإذا كان الشأن هذا الشأن لن أتنحى ولن أفارق أرض