ولذلك تركنا نقلها.
وفي تفسير العياشي ، قال سليمان : قال سفيان : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : ما يجوز أن يزكي الرجل نفسه؟ قال نعم إذا اضطر إليه أما سمعت قول يوسف : « اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ » وقول العبد الصالح : إني لكم ناصح أمين.
أقول : الظاهر أن المراد بالعبد الصالح هو هود إذ يقول لقومه : « أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ » : الأعراف : ٦٨.
وفي العيون ، بإسناده عن العياشي قال حدثنا محمد بن نصر عن الحسن بن موسى قال : روى أصحابنا عن الرضا عليهالسلام أنه قال له رجل : أصلحك الله كيف صرت إلى ما صرت إليه من المأمون؟ فكأنه أنكر ذلك عليه. فقال له أبو الحسن الرضا عليهالسلام : أيما أفضل النبي أو الوصي : فقال : لا بل النبي. قال : فأيما أفضل مسلم أو مشرك؟ قال : لا بل مسلم.
قال : فإن عزيز (١) مصر كان مشركا وكان يوسف نبيا ، وإن المأمون مسلم وأنا وصي ـ ويوسف سأل العزيز أن يوليه حتى قال : استعملني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ، والمأمون أجبرني على ما أنا فيه. قال : وقال في قوله : « حَفِيظٌ عَلِيمٌ » قال : حافظ على ما في يدي عالم بكل لسان :
أقول : وقوله : استعملني على خزائن الأرض نقل الآية بالمعنى ، ورواه العياشي في تفسيره ، وروي آخر الحديث في المعاني ، أيضا عن فضل بن أبي قرة عن الصادق (ع).
( وَجاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (٥٨) وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ قالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلا تَرَوْنَ
__________________
(١) المراد به ملك مصر ولعل إطلاق العزيز عليه من تسامح الراوي.