الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا ـ نكت في قلبه نكتة من نور ، وفتح مسامع قلبه ، ووكل به ملكا يسدده ـ وإذا أراد بعبد سوء نكت في قلبه نكتة سوداء ـ وسد مسامع قلبه ، ووكل به شيطانا يضله ـ ثم تلا هذه الآية : ( فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ ـ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً ـ كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ ).
أقول : ورواه العياشي في التفسير مرسلا والصدوق في التوحيد مسندا عنه عليهالسلام.
وفي الكافي ، بإسناده عن الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن القلب يتلجلج في الجوف يطلب الحق ـ فإذا جاء به اطمأن وقر ثم تلا : « فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ ـ إلى قوله ـ فِي السَّماءِ ».
أقول : ورواه العياشي في تفسيره عن أبي جميلة عن عبد الله بن جعفر عن أخيه موسى (ع).
وفي تفسير العياشي ، عن أبي بصير عن خيثمة قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : إن القلب يتقلب من لدن موضعه إلى حنجرته ـ ما لم يصب الحق فإذا أصاب الحق قر ـ ثم ضم أصابعه ثم قرأ هذه الآية : « فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ ـ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً ».
قال : وقال أبو عبد الله عليهالسلام لموسى بن أشيم : أتدري ما الحرج؟ قال : قلت : لا ـ فقال (١) بيده وضم أصابعه؟ كالشيء المصمت ـ لا يدخل فيه شيء ولا يخرج منه شيء.
أقول : وروى ما يقرب منه في تفسير البرهان ، عن الصدوق وروى صدر الحديث البرقي في المحاسن ، عن خيثمة عن أبي جعفر عليهالسلام وما فسر به الحرج يناسب ما تقدم نقله من الراغب.
وفي الاختصاص ، بإسناده عن آدم بن الحر قال : سأل موسى بن أشيم أبا عبد الله عليهالسلام وأنا حاضر ـ عن آية في كتاب الله فخبره بها ـ فلم يبرح حتى دخل رجل فسأله عن تلك الآية بعينها ـ فخبره بخلاف ما خبر به موسى بن أشيم.
ثم قال ابن أشيم : فدخلني من ذلك ما شاء الله ـ حتى كأن قلبي يشرح بالسكاكين
__________________
(١) كأن القول مضمن معنى الإيماء والمعني : أومأ بيده وضم أصابعه قائلا : كالشيء المصمت إلخ.