قال : نعم قرأت.
أقول : ورواه في الدر المنثور ، عن ابن أبي حاتم عن أبي الحرب بن أبي الأسود : مثله.
وفي الدر المنثور ، أخرج أبو الشيخ والحاكم والبيهقي عن عبد الملك بن عمير قال : دخل يحيى بن معمر على الحجاج فذكر الحسين ـ فقال الحجاج : لم يكن من ذرية النبي ص. فقال يحيى : كذبت ـ فقال لتأتيني على ما قلت ببينة ـ فتلا : « وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ ـ إلى قوله ـ وَعِيسى وَإِلْياسَ » فأخبر تعالى أن عيسى من ذرية إبراهيم بأمه. قال : صدقت.
أقول : ذكر الآلوسي في روح المعاني ، في قوله تعالى : « و ( عِيسى ) » ، وفي ذكره عليهالسلام دليل على أن الذرية تتناول أولاد البنات لأن انتسابه ليس إلا من جهة أمه. وأورد عليه : أنه ليس له أب يصرف إضافته إلى الأم إلى نفسه فلا يظهر قياس غيره عليه في كونه ذرية لجده من الأم وتعقب بأن مقتضى كونه بلا أب أن يذكر في حيز الذرية. وفيه منع ظاهر والمسألة خلافية ، والذاهبون إلى دخول ابن البنت في الذرية يستدلون بهذه الآية ، وبها احتج موسى الكاظم رضي الله عنه على ما رواه البعض عند الرشيد.
وفي التفسير الكبير : ، أن أبا جعفر رضي الله تعالى عنه استدل بها عند الحجاج بن يوسف وبآية المباهلة حيث دعا صلىاللهعليهوآله الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما بعد ما نزل « تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ ». وادعى بعضهم : أن هذا من خصائصه صلىاللهعليهوآله ، وقد اختلف إفتاء أصحابنا في هذه المسألة ، والذي أميل إليه القول بالدخول. انتهى.
وقال في المنار : وأقول : في الباب حديث أبي بكرة عند البخاري مرفوعا : « أن ابني هذا سيد » يعني الحسن ، ولفظ ابن لا يجري عند العرب على أولاد البنات ، وحديث عمر في كتاب معرفة الصحابة لأبي نعيم مرفوعا : « وكل ولد آدم فإن عصبتهم لأبيهم ـ خلا ولد فاطمة فإني أبوهم وعصبتهم » وقد جرى الناس على هذا فيقولون في أولاد فاطمة عليهالسلام : أولاد رسول الله صلىاللهعليهوآله وأبناؤه وعترته وأهل بيته. انتهى.
أقول : وفي المسألة خلط ، وقد اشتبه الأمر فيها على عدة من الأعلام فحسبوا أن المسألة لفظية يتبع فيها اللغة حتى احتج فيها بعضهم بمثل قول الشاعر :
بنونا بنو أبنائنا وبناتنا |
|
بنوهن أبناء الرجال الأباعد |