ويَمَّمْتُ قاعَ المستَحيرَةِ إنَّنى |
|
بأن يَتلاحَوا آخِرَ اليومِ آربُ (١) |
* ولا أَفعلُ ذلك حِيرىَ دَهْرٍ ، وحيرَى دهرٍ ، أى أمَدَ الدهرِ. وحيرَى دهرٍ مُخفَّفةٌ من حيرِىّ ، كما قال « الفرزدقُ » :
تأمَّلتُ نَسْراً والسّماكَيْنِ أيْهُما |
|
علىَّ من الغيثِ استَهلَّتْ مواطِرُه (٢) |
وقد يجوزُ أن يكونَ وزنُه فِعْلَى ، فإن قيل : كيف ذلك والهاءُ لازِمةٌ لهذا البناءِ فيما زعم « سيبويه »؟ فإنَّ هذا قد يكونُ نادِراً من بابِ انْقَحْلٍ. وحَكى « ابنُ الأعرابى » : لا آتِيكَ حِيرِىَ الدهرِ ، أى طولَ الدهرِ ، وحِيَرَ الدهرِ ، قال : وهو جمعُ حِيرىٍ. ولا أدرى كيف هذا.
* والحِيارانِ : موضِعٌ ، قال « الحارثُ بنُ حِلِّزةَ » :
وهو الربُّ والشهيدُ على يو |
|
مِ الحِيَارَينِ والبلاءُ بلاءُ (٣) |
مقلوبه : [ر ح ى]
* الرَّحَى : الحجرُ العظيمُ ، أنثى.
والرحَى التى يُطحَنُ فَيها ، والجمعُ أرْحٍ وأرحاءٌ ورُحِىٌ ورِحِىٌ وأرحِيَةٌ ـ الأخيرةُ نادِرةٌ ، قال :
*ودارت الحربُ كدَوْر الأرحِيَه* (٤)
وكرهها بعضُهم. ورحيْتُ الرَّحَى ، عملْتُها وأدَرْتُها.
ورَحَّت الحيَّةُ : استدارت كالرَّحَى ، ولهذا قيل لها : إحدى بناتِ طبَقٍ ، قال الراجزُ.
يا حَىَّ لا أَفْرَقُ أن تَفِحِّى |
|
أو أن تُرَحِّىْ كرَحَى المُرَحِّى (٥) |
* والأرحاءُ : عامَّةُ الأضراسِ ، واحِدُها رَحىً ، وخَصَّ بعضُهم به بعضَها : فقال قومٌ : للإنسانِ اثنتا عشرةَ رَحىً ، فى كلِّ شقٍّ ست ، فسِتٌّ من أعْلَى وسِتّ من أسفَلَ وهى الطواحِنُ ، ثم النواجِذُ بعدَها وهى أقصى الأضراسِ ؛ وقيل : الأرحاءُ بعدَ الضواحِكِ وهى
__________________
(١) البيت لمالك بن خالد الخناعى فى شرح أشعار الهذليين ص ٤٥٨ ؛ ولسان العرب (حير) ؛ وتاج العروس (حور).
(٢) البيت للفرزدق فى ديوانه (١ / ٢٨١) ؛ ولسان العرب (حير) ، (أيا).
(٣) البيت للحارث بن حلزة فى ديوانه ص ٢٩ ؛ ولسان العرب (ربب) ، (حير) ؛ وتاج العروس (ربب).
(٤) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (رحا) ؛ والمخصص (١٥ / ١٦٩).
(٥) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٣٦ ـ ٣٧ ؛ ولسان العرب (رحا) ؛ وتهذيب اللغة (٥ / ٢١٥) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (فحح) ؛ وجمهرة اللغة ص ١٠٠.