فإنى أحسبُ الحُرمَةَ لُغةً فى الحُرْمَةِ ، وأحسنُ من ذلك أن تقولَ : والحُرُمَة ، بَضَمّ الرَّاءِ ، فيكون من بابِ ظُلْمَةٍ وظُلُمَةٍ ، أو يكونُ أتبَعَ الضَمَّ الضَمَّ للضرُورَةِ ، كما أتْبعَ « الأعشى » الكَسْرَ الكَسْرَ أيضًا فقال :
أذاقَتْهمُ الحَربُ أنفاسَها |
|
وقد تُكرَهُ الحربُ بعد السِّلِمْ (١) |
إلا أنّ قولَ « الأعشى » قد يجوزُ أن يتَوَجَه على الوقفِ ، كما حَكاه « سيبويهِ » من قولِه : مَرَرْتُ بالعِدِلِ.
* وحُرَمُ الرجُلِ : نِساؤه وما يَحمى ، وهى المحارِمُ ، واحِدَتُها مَحرَمَةٌ ومَحْرُمَةٌ.
ورَحِمٌ مَحْرَمٌ : مُحَرَّمٌ تزويجُها ، قال :
*وجارَةَ البيْتِ أراها مَحرَما* (٢)
* والحُرْمَةُ : الذّمَّةُ. وأحْرمَ الرجلُ ، إذا كانت له ذِمَّةٌ ، قال « الراعِى » :
قَتَلوا ابنَ عَفانَ الخليفَةَ مُحْرِما |
|
ودَعا فلم أرَ مِثْلَه مقتولا (٣) |
ويُرْوَى : مَخذولا. وقيل : أراد بِقَولِه مُحرِما ، أنّهم قتَلوه فى آخِرِ ذى الحِجَّةِ.
وتَحرَّمَ منه بِحُرْمَةٍ : تَحَمَّى وتَمنَّع.
والمُحْرِمُ ، المُسالِمُ ـ عن « ابنِ الأعرابىّ » وأنْشَدَ :
إذا ما أصابَ الغَيثُ لم يَحْمِ غَيْثَهم |
|
من الناسِ إلا مُحْرِمٌ أو مُكافِلُ (٤) |
هكذا أنشدَه : أصابَ الغَيثُ ، بِرَفعِ الغيثِ ، وُراها لُغَةً فى صابَ ، أو على حَذْفِ المفْعولِ كأنّه : إذا أصابهم الغيثُ ، أو أصاب الغيثُ بلادَهم فأعْشَبَتْ. وأنْشَدَه مَرَّةً أُخرْى :
*إذا شربوا بالغيثِ ...* (٥)
والمكافِلُ ، المجاوِرُ المُحالِفُ.
__________________
(١) البيت للأعشى فى ديوانه ص ٨٩ ؛ ولسان العرب (حرم) ، (سلم).
(٢) الرجز للعجاج فى ديوانه (١ / ٤٠٤) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (حرم) ؛ وتهذيب اللغة (٥ / ٤٥) ؛ وكتاب العين (٣ / ٢٢٢ ، ٨ / ٣٥٢) ؛ وأساس البلاغة (حرم) ؛ وتاج العروس (حرم).
(٣) البيت للراعى النميرى فى ديوانه ص ٢٣١ ؛ وجمهرة اللغة ص ٥٢٢ ؛ وتهذيب اللغة (٥ / ٤٥) ؛ وأساس البلاغة (حرم) ؛ ولسان العرب (حرم) ؛ وتاج العروس (حرم) ؛ وبلا نسبة فى مقاييس اللغة (٢ / ٤٥) ؛ ومجمل اللغة (٢ / ٤٩) ؛ والمخصص (١٢ / ٣٠٠).
(٤) البيت لخداش بن زهير فى لسان العرب (كفل) ، (حرم) ؛ وتهذيب اللغة (٥ / ٤٥ ، ١ / ٢٥٢) ؛ وتاج العروس (كفل) ، (حرم).
(٥) تقدم تخريجه فى هامش (٤).