ويُرْوى : كمَنْصِبِ العِتْرِ ... ، يريد كَمَنْصِبِ ذلك الصنم أو الحجَرِ الذى كان يُدَمَّى رأسُه بدَم العَتِيرةِ.
وقوله :
عَنَنا باطِلا وظُلْما كمَا تُعْ |
|
تَرُ عَن حَجْرَةِ الرَّبيضِ الظِّباءُ (١) |
معناه : أن الرجلَ كان يقول فى الجاهلية « إن بَلَغَتْ إبلى مائَةً عَتْرتُ عنها عتيرةً ، فإذا بلغتْ مائةً ضَنَّ بالغَنم فصَادَ ظَبيًا فذبحه عنها ، يقول : فهذا الذى تسألوننا اعتراضٌ باطلٌ وظُلم كما يُعْترُ الظَّبْىُ عن رَبيض الغنم.
* وعِتْرُ الشىء : نِصَابُه.
* وعِتْرَةُ المِسْحاة : نِصابُها. وقيل : هى الخُشَيْبَة المعترضة فيه يَعْتَمد عليها الحافِرُ برِجْله.
* وعِتْرَةُ الرَّجُل : أقرِباؤه من وَلَدٍ وغَيره ، وقيل : هم قومُه دِنْيًا ، وقيل : هم رَهْطُه وعشيرته الأدْنَوْن مَنْ مضى منهم ومن غَبر ، ومنه
قول أبى بكر رضى الله عنه : « نحن عِتْرَةُ رسول الله صَلَى الله عليه وآله وسلّم التى خَرَج منها ، وبَيْضَتُه التى تفَقَّأَتْ عنه ، وإنما جيبَتِ العرَبُ عنَّا كما جيبَتِ الرَّحَى عن قُطْبها »
والعامَّة تظنَّ أنها وَلَدُ الرَّجُل خاصَّةً وأن عِترَةَ رسول الله صَلَى الله عليه وسلّم وَلَدُ فاطمةَ رضى الله عنها.
* وعِتْرَةُ الثَّغْرِ : دِقَّةٌ فى غُرُوبه ونَقاءٌ وماءٌ يجرى عليه.
* والعِتْرُ : بَقْلَةٌ إذا طالت قُطعَ أصلُها فخَرَج منه اللبن. قال البُرَيْق الهُذَلىّ :
فَما كُنْتُ أخْشَى أنْ أُقِيمَ خِلافَهُم |
|
لسِتَّةِ أبْياتٍ كما نَبَتَ العتْرُ(٢) |
قال : « لستة أبيات كما نبَت » لأنه إذا قُطِعَ نَبتَ من حواليه شُعَبٌ سِتّ أو ثلاثٌ. وقال ابنُ الأعرابىّ : هو نَباتٌ متفرّق. قال : وإنما بكى قومه فقال : ما كُنتُ أخشى أن يموتوا وأبقى بين ستَّةِ أبيات مثل نبت العِتْر. قال غيره : هذا الشاعر لم يَبْكِ قَوْمًا ماتوا كما قاله ابنُ الأعرابىّ ، وإنما هاجروا إلى الشام فى أيَّام معاوية فاستأجرهم لقِتال الرُّوم ، فإنما بكى
__________________
(١) البيت للحارث بن حلزة فى ديوانه ص ٣٦ ؛ ولسان العرب ( حجر ) ، ( عتر ) ، ( عنن ) ؛ وجمهرة اللغة ص ١٥٨ ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٠٩ ، ٢ / ٢٦٣ ، ٤ / ١٣٤ ، ١٢ / ٢٦ ) ؛ وتاج العروس ( ١٢ / ٥١٩ ) ( عتر ) ، ( عنّ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( ٧ / ١٥٠ ) ( ريض ) ؛ والمخصص ( ١٣ / ٩٨ ).
(٢) البيت للبريق الهذلى فى لسان العرب ( عتر ) ، ( خلف ) ؛ وتاج العروس ( خلف ) ؛ وللهذلى فى تهذيب اللغة ( ٢ / ٢٦٥ ) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة (٣٩٣) ؛ وأساس البلاغة ( عتر ) ؛ وكتاب العين ( ٢ / ٦٦ ) ؛ وفي المعجم ورد لفظ « بستة » بدلاً من « لستة ».