فهو أعْمَى وعَمٍ ، والأُنثى عَمْياءُ وَعمِيَةٌ وأمَّا عَمْيَةٌ فعَلى حدِّ فَخْذٍ فى فَخِذٍ خَفَّفُوا ميم عَمِيَةٍ ، حَكاهُ سيبويهِ.
* وأعْماه وَعمَّاهُ : صَيَّرَهُ أعْمى ، قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ :
وعَمَّى عليه الموتُ يَأتِى طَرِيقَهُ |
|
سِنانٌ كَعَسْرَاءِ العُقابِ ومِنهبُ (١) |
يَعْنى بالموت السِّنانَ فهو بَدَلٌ من الموتِ ويُرْوَى : وعَمَّى عليه الموتُ بَابَىْ طَرِيقِهِ. يَعْنِى عَيْنَيْهِ.
* والعَمَى ذَهابُ نَظَرِ القَلْبِ ، والفِعْلُ كالفعلِ والصّفَةُ كالصّفَةِ إلَّا أنَّه لا يُبْنَى فِعْلُه علَى افْعالَّ لأنَّهُ ليس بمحسوس. وإنما هو على المثَلِ وافْعالَّ إنَّما هى للمحسوس فى اللون والعاهَةِ.
* وقوله تعالى : ( وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ) [ فاطر : ٢١ ] قال الزجَّاجُ : هذا مَثَلٌ ضربه اللهُ للمُؤمِنينَ والكافِرين. المعنى : ( وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى ) عن الحقِّ وهو الكافِرُ. ( وَالْبَصِيرُ ) وهو المؤمِنُ الذى يُبْصِر رُشْدَهُ ، ( وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ ) الظلماتُ : الضلالةُ. والنور : الهُدَى. ( وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ) أى لا يستوى أصحاب الحقّ الذينَ هم فى ظلّ من الحقّ وَلا أصحاب الباطِل الذين هم فى حَرٍّ دَائمٍ.
وقول الشاعر :
وثَلاثٍ بين اثْنَتَيْنِ بها يُرْ |
|
سِلُ أعْمَى بما يَكيدُ بَصِيرَا (٢) |
يعنى القِدْح. جعله أعمى لأنَّه لا بَصَرَ له ، وجعله بَصِيرًا لأنه يُصَوّب إلى حيث يَقْصِدُ به الرَّامِى.
* وتعامى : أظْهَرَ العَمَى ، يكونُ فى العَينِ والقَلْبِ.
وقوله تعالى : ( وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ) [ طه : ١٢٤ ] قيل هو مِثْلُ قَوْلِه : ( وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً ) [ طه : ١٠٢ ] وقيل أعْمَى عن حُجَّتِه. وتَأوِيلُه أنه لا حُجَّةَ له يَهْتَدِى إليها ، لأنه ليس ( لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) ، وقَد بشَّرَ وأنذرَ وَوَعدَ وَأوْعد ، وقوله تعالى : ( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ ) [ البقرة : ١٨ ، ١٧١ ] هو على المَثَلِ جَعَلهم فى تَرْك العَمَلِ بما
__________________
(١) البيت لساعدة بن جؤية الهذلى فى لسان العرب ( عسر ) ، ( عمى ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٨٤ ) ؛ وتاج العروس ( عسر ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٨ / ١٤٥ ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٧١٥.
(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عمى ).