راء مخفوضة أو مكسورة ، فالمخفوضة كقوله : ( فِي النَّارِ )(١) و ( دارُ الْقَرارِ )(٢) والمكسورة نحو : حَضارِ والوزن : اسما نجمين. ولم يميلوا مع الراء في الرفع والنصب. وقد أمالوا أشياء على غير قياس لم يُستقص ذكرها ، لأن الإِمالة ليست بواجبة ولا عالية ، وإِنما الأصل في لغة العرب التفخيم ، والإِمالة طارئة ، وقد اختلف القراء ففخم بعضهم وأمال بعضهم ، ثم اختلف المميلون اختلافاً متفاوتاً. وقرأ كل منهم بلغته ، والأَوْلى القراءة بالأفصح وهو التفخيم الذي هو الأصل وإِن كانت الإِمالة جائزة ، ولهذا اختار أبو عبيد وكثير من العلماء التفخيم. وقد قلت في ذلك على جهة الاختيار :
إِن الإِمالة لا تقرأ بها عوجٌ |
|
بادٍ وما في كتاب الله من عوج |
النار في اللفظ والمعنى مخالفة |
|
للنير إِلا لذي نعسان ذي هوج |
يصيب حيناً ويخطي في المقال كما |
|
يمشي على الحَزْنِ بعد السهل كلُّ رجي |
التفعيل
ز
[ التمييز ] : ميَّز الشيء : إِذا فرقه ، وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب لِيُمَيِّزَ الله الخبيث من الطيب (٣) وهو رأي أبي عبيد. وكذلك قوله : حتى يُمَيِّزَ(٤).
والتمييز في العربية : تبيين الجنس.
والاسم المميِّز : منصوب ، ولا يكون إِلا نكرة يتم بها الكلام نحو تبيين ما بعد
__________________
(١) في عدة مواضع منها : الأعراف : ٧ / ٣٨ ـ التوبة : ٩ / ١٠٩ ...
(٢) غافر : ٤٠ / ٣٩.
(٣) آل عمران : ٣ / ١٧٩.
(٤) آل عمران : ٣ / ١٧٩.