تطهيراً ، قالت فقلت : يا رسول الله انا من اهلك؟ قال : تنحي انك الى خير (١).
وروى الترمذي في الجامع عن عمر بن ابي سلمة ربيب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال : نزلت « انما يريد الله » الآية في بيت ام سلمة ، فدعا النبي فاطمة وحسناً وحسيناً ، فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره ، ثم قال : هؤلاء اهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، قالت ام سلمة : وانا معهم يا رسول الله؟ قال : انك على مكانك وانت على خير (٢).
وفي صحيح ابي داود السجستاني وهو كتاب السنن قالت ام سلمة : وانا جالسة عند الباب ، فقلت : يا رسول الله الست من اهل البيت؟ فقال : انك الى خير انك من ازواج النبي (٣).
فهذه الاخبار وامثالها الكثيرة الواردة في طريق القاضي تقضي بكونهم المراد بأهل البيت دون غيرهم من ازواج النبي ونسائه المذكورات فيما قبل الآية وما بعدها.
وبالجملة ما ذكروه واحتملوه من التغليب ، وكون الآية تعليلا لامرهن ونهيهن على الاستئناف ، ومن كون الحكم عاماً وتخصيص الشيعة اهل البيت بهؤلاء والاحتجاج بذلك ، وكون اجماعهم حجة ضعيفا الى غير ذلك ، اجتهاد في مقابل النص الصحيح والبيان الصريح ، فغير مسموع ذلك منهم ، بل هو عين العناد واللداد الموجب للخلود في نار جهنم ، نعوذ بالله تعالى منها.
نعم لولا ورود تلك الروايات الصحيحات الصريحات من الطرفين في بيانها ، لكان لما ذكروه واحتملوه وجه.
____________
(١) احقاق الحق عنه : ٩ / ١٠.
(٢) صحيح الترمذي : ١٣ / ٢٠٠.
(٣) راجع تفصيل الروايات الواردة في ذلك عن طريق العامة الى احقاق الحق : ٢ / ٥٠١ ـ ٥٦٢ و ٣ / ٥١٣ ـ ٥٣١ و ٩ / ١ ـ ٦٩ و ١٤ / ٤٠ ـ ١٠٥ و ١٨ / ٣٥٩ ـ ٣٨٣.