بقيت في القبور
تحت قدميهما.»
مضافا إلى ما ذكره
ابن الفوطي في كتابه الحوادث الجامعة ، قال : «وفيها ـ أي في سنة ٦٦٤ ه ـ توفي
السيد النقيب الطاهر رضي الدين علي بن طاوس وحمل إلى مشهد جدّه علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قيل : كان عمره نحو ثلاث وسبعين سنة.» ما ذكره هو
الصحيح ومقدّم على أقوال الآخرين لمعاصرته لتلك الفترة ، ولهذا أفضل من ارّخ حوادث
القرن السابع الهجري.
وبالجملة : هو
الحسني نسبا ، والمدني أصلا ، والحلّي مولدا ومنشأ ، والبغدادي مقاما ، والغروي
جوارا ومدفنا.
كلام حول المؤلف
وتأليفاته :
اهتمّ السيد
بالتصنيف بالجانب الدعائي اهتماما زائدا على التصنيف في سائر الجوانب ، حتى كأنّه
الصفة الغالبة لمصنّفاته ، وأشار إلى سبب هذا الأمر في إجازته وقال :
«واعلم انّه انّما
اقتصرت على تأليف كتاب غياث سلطان الورى لسكّان الثرى من كتب الفقه في قضاء
الصلوات عن الأموات ، وما صنّفت غير ذلك من الفقه وتقرير المسائل والجوابات لأنّي
كنت قد رأيت مصلحتي ومعاذي في دنياي وآخرتي في التّفرّغ عن الفتوى في الأحكام
الشرعية لأجل ما وجدت من الاختلاف في الرواية بين فقهاء أصحابنا في التكاليف الفعلية
، وسمعت كلام الله جلّ جلاله يقول عن أعزّ موجود عليه من الخلائق محمد صلىاللهعليهوآله : (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ
الْأَقاوِيلِ. لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ. ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ
الْوَتِينَ. فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ)
.
فلو صنّفت كتابا
في الفقه يعمل بعدي عليه كان ذلك نقضا لتورعي عن الفتوى ودخولا تحت حظر الآية
المشار إليه لأنه جلّ جلاله إذا كان هذا تهديده للرسول العزيز الأعلم لو تقوّل
عليه ، فكيف يكون حالي إذا تقوّلت عليه جلّ جلاله وأفتيت أو صنّفت خطأ أو غلطا يوم
حضوري بين يديه.»
__________________