الْقُرْآنَ وَجَعَلْتَهُ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانَ ، اللهُمَّ فَبارِكْ لَنا فِي شَهْرِ رَمَضانَ ، وَأَعِنَّا عَلى صِيامِهِ وَصَلاتِهِ وَتَقَبَّلْهُ مِنّا (١).
فصل (١٥)
فيما نذكره من دعاء الافتتاح وغيره من الدعوات الّتي تتكرر كلّ ليلة إلى آخر شهر الفلاح
فمن ذلك الدعاء الّذي ذكره محمد بن أبي قرّة بإسناده فقال : حدّثني أبو الغنائم محمّد بن محمّد بن محمّد بن عبد الله الحسني قال : أخبرنا أبو عمرو محمد بن محمد بن نصر السكوني رضياللهعنه ، قال :
سألت أبا بكر أحمد بن محمد بن عثمان البغدادي رحمهالله ان يخرج إلىّ أدعية شهر رمضان التي كان عمّه أبو جعفر محمد بن عثمان بن السعيد العمري رضياللهعنه وأرضاه يدعو بها ، فاخرج اليّ دفتراً مجلداً بأحمر ، فنسخت منه أدعية كثيرة وكان من جملتها :
وتدعو بهذا الدّعاء في كلّ ليلة من شهر رمضان ، فانّ الدعاء في هذا الشهر تسمعه الملائكة وتستغفر لصاحبه ، وهو :
اللهُمَّ انِّي افْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ وَانْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ ، وَايْقَنْتُ انَّكَ ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ فِي مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ ، وَأَشَدُّ الْمُعاقِبِينَ فِي مَوْضِعِ النَّكالِ وَالنَّقِمَةِ ، وَاعْظَمُ الْمُتَجَبِّرِينَ فِي مَوْضِعِ الْكِبْرِياءِ وَالْعَظَمَةِ.
اللهُمَّ اذِنْتَ لِي فِي دُعائِكَ وَمَسْأَلَتِكَ ، فَاسْمَعْ يا سَمِيعُ مِدْحَتِي ، وَاجِبْ يا رَحِيمُ دَعْوَتِي ، وَاقِلْ يا غَفُورُ عَثْرَتِي ، فَكَمْ يا الهِي مِنْ كُرْبَةٍ قَدْ فَرَّجْتَها ، وَهُمُومٍ (٢) قَدْ كَشَفْتَها ، وَعَثْرَةٍ قَدْ أَقَلْتَها ، وَرَحْمَةٍ قَدْ نَشَرْتَها ، وَحَلْقَةِ بَلاءٍ قَدْ فَكَكْتَها.
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً ، الْحَمْدُ لِلَّهِ بِجَمِيعِ مَحامِدِهِ كُلِّها عَلى
__________________
(١) عنه البحار ٩٧ : ٣٤٠.
(٢) غموم (خ ل).