جالينوس في ٧ : هذا دواء يشبه الفو في طعمه وفي قوته إلا أنه ألطف منه جدا ، ولذلك صار أشدّ تفتيحا منه للسدد العارضة في الأحشاء وهو مدرّ للبول منق للكليتين من الحصا المتولد فيها ولكن ليس له من اللطافة ما يمكن بها الإنسان أن يستعمله بدل الدارصيني كما كان يفعل قرانيطس ، والجيد منها ليس يداني الدارصيني في قوّته بل هو دون السليخة الجيدة فضلا عن الدارصيني. وقال في الأدوية المقابلة للأدواء : كان قرانيطس يلقي ، من هذا الدواء المسمى قارقاسيون في الترياق بدل الدارصيني إذا لم يجده ، وهو شبيه بالفو إلا أنه أقوى منه ولذلك له مع ذلك رائحة عطرية وأكثر نباته بالجبل المسمى شندي من بلاد مقوليا ولذلك صار يمنيا وهو عيدان دقاق يشبه قضبان الدارصيني. مسيح بن الحكم : في الكبابة قوّتان متضادّتان من الحرارة والبرودة والحرارة فيها أغلب وهي جيدة للوجع في الحلق ولحبس البطن. الرازي : ينقي مجاري الكلى والبول ويصفي الحلق. ابن سينا : جيد للقروح العفنة في اللثة والقلاع في الفم وريق ماضغه يلذذ المنكوحة. غيره : يقوي المعدة والأعضاء الباطنة شربا. الشريف : إذا أمسكت في الفم حسنت اللثات وتطيب النكهة وتعطر الأنفاس وتتصرف في كثير من الطيوب ويخرج الحصاة من الكلى والمثانة.
كبريت : ابن سمحون : قال الخليل بن أحمد : الكبريت عين تجري فإذا جمد ماؤها صار كبريتا أصفر وأبيض وأكدر ويقال : إن الكبريت الأحمر هو من الجواهر ومعدته خلف ثنية في وادي النمل الذي مر به سليمان بن داود وأن تلك النمل أمثال الدواب تحفر أسرابا فيأتيها الكبريت الأحمر. قال أرسطوطاليس : الكبريت ألوان كثيرة فمنه الأحمر الجيد الحمرة الذي ليس بصاف ، ومنه الأصفر الشديد الصفرة الصافي اللون ، ومنه الأبيض القليل البياض الحادّ الريح ، ومنه المختلط بألوان كثيرة والكبريت يكون كامنا في عيون يجري منها ماء حار ويصاب في ذلك الماء رائحة الكبريت والأحمر يسرج بالليل في معدنه كما تسرج النار حتى يضيء ما حوله على فراسخ وإذا أخذ من معدنه لم يصب فيه هذه الخصوصية ويدخل في أعمال الذهب كثيرا ويحمر البياض جدا ويصبغه جيدا. ماسرحويه : والكبريت ثلاثة ضروب أحمر وأبيض وأصفر وكلها حارة يابسة لطيفة. إسحاق بن عمران : الكبريت أربعة أضرب فمنه أحمر وأسود وأصفر وأبيض ، وهو حجر رخو من جواهر الأرض والمطبوخ منه أغبر إلى السواد والمحرق منه أسود. الرازي : هو حار يتولد من البخار اليابس الحار الدخاني إذا ماس شيئا رطبا من البخار الرطب لأن البخار بخاران بخار رطب وبخار حار لطيف يابس فيطبخ البخار الرطب كطبخ حرارة الشمس لرطوبة الماء حتى تحيله في سبخة دهنا وكطبخ حر الأرض والبخار الرطب الغليظ حتى تحيله قارا أو نفطا أو ما أشبه ذلك والكبريت من البخار الدخاني والبخار الرطب امتزجا وطبخهما حر الشمس حتى صار ما فيه من الرطوبة دهنا لطيفا حارا خفيفا ، ولذلك أسرع اتقاده لأنه شديد الحرّ فتسرع إليه النار بمرّة لأن النار تطلب من الرطوبة أحرها لقربها منها بطرف واحد والدليل على ذلك أن الأشياء الرطبة الباردة لا تحترق بمضادتها للنار بطرفيها والأشياء الباردة اليابسة لا تحرق لأنها لا رطوبة فيها وإنما غذاء النار الرطوبة لأنها صاعدة وليست تقيم في أسفل إلا معلقة بما يجذبها إلى أسفل كما لا يقيم الحجر في الجوّ إلا بما يعمده. جالينوس في كتاب الأدوية الموجودة بكل مكان : الكبريت النهري هو كبريت القصارين وقال مرة أخرى : كبريت القصارين هو كبريت الماء. وقال في المقالة ٧ من مفرداته : كل كبريت فقوّته قوّة