فلا تصل إليها إلا في مدّة معلومة من السنة وهي سفحية (١) بحرية على ما زعم بعضهم وأما خشبه فقد رأيناه كثيرا وهو خشب أبيض هش جدا خفيف وربما اختبأ في خلله شيء من أثر الكافور. إسحاق بن عمران : الكافور يجلب من سفالة ومن بلاد كلاه والزانج وهريج وأعظمه من هريج وهي الصين الصغرى وهو صمغ شجر يكون هناك ولونه أحمر ملمع وخشبه أبيض رخو يضرب إلى السواد وإنما يوجد في أجواف قلب الخشب في خروق فيها ممتدّة مع طولها فأوّلها الرباحي وهو المخلوق ولونه ملمع ثم يصعد هناك فيكون منه الكافور الأبيض وإنما سمي رباحيا لأن أول من وقع عليه ملك يقال له رباح وإسم الموضع الذي يوجد فيه فتصور فسمي الفنصوري ، وهو أجوده وأرقه وأبقاه وأشده بياضا وأجله جلالا وأجل ما يكون فيه مثل الدرهم ونحوه وبعده كافور يدعى الفرفون وهو غليظ كمد اللون ليس له صفاء الرباحي وهو ما كان دون الجلال وقيمته أقل من قيمة الرباحي وبعده كافور يقال له الكوكثيبت وهو أسمر وثمنه دون ثمن الرباحي وبعده اليالوس وهو مختلط فيه شظايا من خشب الكافور مرسم مصمع على قدر اللوز والحمص والفول والعدس وتصفى هذه الكوافير كلها بالتصعيد فيخرج منها كافور أبيض صفائح يشبه في شكله صفائح الزجاج التي تصعد فيها ويدعى المعمول ، وقد يكون في الياولس وفي الكوكسيبت ما يخرج من المن رطل مصعد ورطل ونصف وهو أوسط الكوافير ثمنا وقد يدخل الكافور في الطيب كله ما خلا الغالية والعنبر والذرائر الممسكة وهو بارد يابس في الدرجة الثالثة نافع للمحرورين وأصحاب الصداع الصفراوي إذا استنشقوا رائحته مفردا أو مع ماء الورد والصندل معجونا بالماء ورد نفعهم أعضاءهم وحواسهم وإذا أديم شمه قطع شهوة الجماع وإذا شرب كان فعله في ذلك أقوى وإذا استعط منه بوزن شعيرتين مع ماء الخس كل يوم قطع حرارة الدماغ ونوّم وذهب بالصداع وقطع الرعاف وحبس الدم المفرط.
ماسرحويه : أخذ رجل من معار في ستة مثاقيل كافورا في ثلاث مرات ففسدت معدته حتى لم يعد يهضم البتة وانقطع عنه الباه بواحدة ولم يعرض مرض غير هذا فقط. مسيح : يقطع الرعاف إذا استعط به مع عصير البسر الأخضر. الرازي : بارد لطيف ينفع من الصداع والأورام الحارة في الرأس ولجميع البدن والإكثار منه ومن شمه يسهر وإن شرب برّد الكلى والمثانة والأنثيين وأجمد المني وجلب أمراضا باردة في هذه النواحي. قال في الحاوي :
قيل في الطب القديم إنه يعقل البطن ويسرع بالشيب. البصري : فيه أحداد يسير وينفع المحرورين إذا أصابهم ألم من حرارة مفرطة وإذا خلط منه كمية يسيرة مع أدوية كثيرة يعقل البطن المستطلق من الصفراء ونفع من إسهالها. التجربتين : الكافور ينفع من سوء المزاج الحار في العين كيفما استعمل وإذا خالط الأدوية الحارة المكتحل بها كف غائلتها عن العين وسكن حدتها عن العين ، وإذا قطر في الأنف محكوكا بماء الكزبرة الرطبة قطع الرعاف الدماغي وإذا حل في دهن الورد وقطر في الأنف نفع من سوء المزاج الحار دون المادّة المتولدة في الأصداغ والعين وعلامته أنه يأخذ عند طلوع الشمس ويزيد مع ارتفاعها وينحط بانحطاطها ويرتفع بالليل وسببه المشي الكثير في الزمن الحار ثم كشف الرأس في هواء بارد فتنسد المسام ويبقى سوء المزاج محتقنا وإذا خلط بدهن الورد والخل وطلي به مقدّم الرأس نفع من الصداع الحار ولا سيما للنفساء. ابن سينا : ينفع
__________________
١) نخ سخيفة.