ومنه صنف آخر مثله سواء إلا أن نوره بين الزرقة والحمرة منكوس أيضا وصنف آخر مثله صغير ينبت في الرمل وورقه هدب ونواره أبيض فيه صفرة ووسمه سواد لطيف منكوس أيضا ومذاقتها كلها مرة. لي : هذا النوع الثالث ينبت بثغر ظاهر الإسكندرية ويعرف هناك برأس الهدهد. التميمي في مقالته في الترياق : هذه شجرة ذات ساق مستطيل القضبان لها ورق على شكل القضيب وهي دقيقة الساق جدا ترتفع عن الأرض وساقها أخضر مستدير على شكل القضيب الذي من دونه سنبلة البزر وهو رأس العضلة التي تكون السنبلة معلقة به. وإذا كان في آخر حزيران وعند أوّل تموز التبس بفرعها بزر متعلق من فروعها بقضيب ضئيل والزهر في صورة العقارب التي لها جمة ولونها إسمانجوني وعند ذلك يجب لقطها وجمعها وقال لي من امتثل قوله وأثق بعقله أنه سقى من هذه الشجرة لجماعة أمرهم بأخذ الأفاعي والتعرض لنهشها ففعلوا ذلك ولم يضرهم سمها وأن منهم من أقام حولا كاملا يتعرض لنهش الحيات والعقارب ولا يضره ذلك من تلك الشربة الواحدة فلما تم عليه الحول ولسع بعد ذلك أحس بدبيب السم في جسده وإيذائه فجاء إلى الرجل بعد ذلك وشكا إليه فسقاه شربة أخرى فلم يضره وعاد إلى ما كان عليه من قلة الإكتراث بها عند لسعها فعلمنا بذلك أن نفعها وقوتها تلبث في الجسم فتمنع فعل السموم وتدفعه عن النفوس حولا كاملا. قال المؤلف : وأيضا حشيشة أخرى تفعل في نهش الأفاعي كما ذكره التميمي في هذه وأوّل ما اشتهر أمرها من بلد الشام في حماة من رجل غريب من بلاد المشرق وكان يعرفها فعبر على ضيعة من بلد حماة فوجدها نابتة هناك فسكن بالضيعة المذكورة ولقطها وصار يسقي منها الناس شربة بثمن معلوم ويأمرهم بالتعرض لنهش الحيات فلا يجدون لها ألما واكتسب بذلك مالا عظيما ، وهي حشيشة ربيعية ذات ساق مربع وورق مشرف إلى التدوير ما هو يشبه في تشريفه وتدويره ورق النبات المسمى بالفارسية بأذرنجيبويه وهو الريحان سواء إلا أنها ليس لها رائحة وطعمها مر وأصلها لا ينتفع به ويوجد كثيرا بجبل نابلس وغيره من بلاد الشام. وأخبرني من أثقه من رؤساء أهل الشام وأكابرهم وهو القاضي فخر الدين قاضي نابلس سلمه اللّه أنه لم يسق منها منهوشا أو ملسوعا إلا خلص ويسقي منها للمنهوش أو الملسوع وزن درهم إلى مثقال بزيت مجربة في ذلك وقد عرفناها وتحققناها وأيضا حشيشة أخرى تعرف بديار المشرق وخاصة بأرض حران وهناك عرفت وتعرف بالكيننفشة يشرب منها نصف درهم ويتعرض شاربها للعقارب فإن لسعته لم يجد لها ألما ألبتة وتبقى كذلك حولا كاملا كما ذكره التميمي أيضا في المخلصة وهي حشيشة شكعة العيدان غير سبطة صلبة غبراء اللون مرة الطعم جدّا قليلة الورق وهو مع قلته إلى الطول والدقة ما هو وعلى أطراف قضبانها رؤوس زغبانية فيها فرفيرية ، كأنها رؤوس البابونج الفرفيري اللون بلا أسنان وأصلها لا ينتفع به في الطب وهي أيضا بجميع أرض الشام وشاهدتها بمجدل يابا إلى قبر الكلبة وجمعته من هناك وهو ههنا أجود من غيره لصلابة الأرض التي تنبت فيها هناك ومنها كثير أيضا بغير تلك الأراضي بظاهر غزة بموضع يعرف بالحسى إلى جبل الخليل وإلى جبل بيت المقدس كثيرا جدا وبموضع من أعمال حلب أيضا يعرف بنهر الجوز منها كثير جدا.
مخاطة : وهي المخيط والدبق أيضا والسبستان بالفارسية وقد ذكرته في السين المهملة.
مخ : جالينوس في العاشرة : قوّة مخ