منه شيء بخزانة البيمارستان بالقاهرة المحروسة وكان من خواصه أنه إن سقي منه شيا من تشبث في حلقه عظم أو شوك أو حديد أذابه في ساعته ولو أخذ منه نصف درهم أو أقل. ونقد جميعه من الخزانة ولم يعتض بغيره ولم يقع إلينا منه شيء آخر بعد ذلك فنبحث عنه.
ماء الحمة : سألت عنه جماعة من التجار المتردّدين إلى بلاد الهند وغيرها من تلك الأقاليم فأخبرت عنه أنه ماء أسود كالبحر سهك الرائحة جدّا نتنها يوجد في جوف سمكة معروفة بالحمة تصاد في بحر الصين وهذا الماء يكون في جوفها في كيس كالمزادة لا يوجد فيها سواه ومن خواصه أنه إن سقي منه وزن حبتين أو أكثر بقليل لمن قد سقط من موضع عال وانكسر عضو من أعضائه فإنه يجبره على المكان وهو في ذلك عجيب مجرب.
ماء الرماد : ديسقوريدوس في ١ : قد يستعمل من التبن البري والتين البستاني بأن تحرق الأغصان ويستعمل رمادها وينبغي أن ينفع الرماد بالماء مدّة ثم يصفى ثم ينقع فيه رماد آخر ويفعل به ذلك مرات كثيرة ويعتق. جالينوس في السابعة : ماء الرماد يكون بحسب الرماد الذي يعمل منه فإن كان للرماد حدّة كان ماء الرماد أيضا حادا وإن كان الرماد غير حاد كان ماؤه لا حدة له لينا ولذلك صار ماء الرماد يخلط في الأدوية التي يقال لها المعفنة ، لأن فيه حرارة محرقة لكنها تحرق من غير وجع للطافة جوهرها ، وسائر مياه الرماد في قوّة الجلاء والتجفيف بحسب ما تكون قوّة الخشب الذي يعمل منه سوى ماء رماد خشب التين ورماد اليتوع وهذان الماءان قريبان في قوّتهما من الأدوية المعفنة. ديسقوريدوس : وقد يصلح أن يستعمل في الأدوية المحرقة والقروح الخبيثة وقد يأكل اللحم الزائد في القروح ويستعمل في بعض الأحايين بأن تبل به إسفنجة فاترا وتوضع على المكان ويحقن به لقرحة الأمعاء وللسيلان المزمن في القروح العظيمة الخبيثة لأنه يقلع اللحم الفاسد ويبني اللحم ويلحم ويلزق كما تلزق أدوية الجراحات اللازقة لها في أوّل ما تعرض وقد يصفى شيء من حديثه ويسقى منه أوقية ونصف مع شيء يسير من زيت لجمود الدم والسقطة من موضع عال والوهن وقد يسقى منه وحده أوقية ونصف لمن به إسهال مزمن وقرحة الأمعاء ، وإذا خلط بزيت وتمسح به جلب العرق ونفع من وجع العصب والفالج وقد يشربه من شرب الجبسين وينفع من نهشة الرتيلا وقد تفعل ذلك مياه أصناف الرماد الباقية وخاصة ماء رماد خشب البلوط وكلها فيها قبض شديد.
مانون : جالينوس في الحادية عشرة : ماء السمك المالح وهو المانون ينفع الجراحات المتعفنة كما ينفعها الجري وينفع أيضا من وجع الورك والنسا وقروح الأمعاء إذا احتقن به العليل وذلك أنه بحدته يجذب الأخلاط الحاصلة من الورك ويخرجها من الأمعاء ويغسل ويجفف القروح المتعفنة في الأمعاء ، وأكثر من يستعمله في هذه الوجوه قوم من الأطباء وماء الجري المملح وماء السميكات المملوحة وهو مانون الصحناة وقد استعملنا نحن أيضا هذا المانون في مداواة القروح المتعفنة الحادثة في الفم.
ماء الملح : ديسقوريدوس في : ماء الملح قوّته وفعله كقوّة الملح لأنه يجلو ويقبض ويلطف ويحتقن به لقروح الأمعاء الخبيثة وعرق النسا المزمن ويصلح لنصب الأعضاء مكان ماء البحر إذا احتيج إليه ويوم مقام ماء البحر في النقع.
ماست : هو الرائب الذي لم يستعد حمضه وقد ذكر في آخر القول في اللبن.
ماء القراطن : ابن حسان : معناه باليونانية عسل مقصور. الرازي في