فيقوي المعدة ويطفئ الحرّ والسم وهو جيد للقلاع الذي في أفواه الصبيان مع العسل. ابن سينا : والحامض منه والماست يهيجان الجماع في الأبدان الحارة المزاج بما يرطب وينفخ. حنين : في كتاب الكيموسين مخيض البقر يقوي المعدة ويقطع الإسهال ويشهي الطعام ويسكن الحرارة ويخصب البدن ويسمنه فإن أردت أن تسقيه إنسانا فأعلف البقر أرزا وجاورسا أو خرنوبا ثم خذ بالعشي من لبنها ساعة تحلب أربعة أرطال فصب عليه نصف رطل من لبن حامض وصيره في إناء وألق عليه كرفسا وسذابا وورق الأترج وقشره وكمونا مقلوّا ونعنعا ومصطكي وقرطا وطراثيث وغط رأس الإناء ، وفي الغد إن أردت إخراج ما فيه فأخرجه فإن لم تخرجه لم يضر شيئا ثم أمخض اللبن وافتح رأسه بعد ساعة وتفقده فإذا اجتمع زبده فصفه بمنخل وأتركه حتى يسكن فإذا سكن طفا فوقه فصفه عنه وأسقه ثلاث أواق أوّل مرة مع وزن ربع درهم خبث الحديد في كل يوم تمام الأسبوع وإسقه منه في اليوم الثامن تسع أواق في ثلاث مرات مع ثلاثة دراهم سكر في كل يوم مرة واحدة ثلاثة أيام واسقه في اليوم ثلاث أواق مرة مع وزن درهمين من سكر ، وينبغي أن ينظر فإن كان الشارب له لم يستمرئه حسيا وإلا فلا تعطه هذا المقدار من اللبن وتقدم إليه بأن يغتذي في أوّل شربه له بغذاء صالح المقدار وكلما زاد في كمية اللبن نقص من مقدار الغذاء فأما غذاؤه عليه فليكن زيرباجا أو سماقيا بدجاج مع كعك وليتعهد ماء قد أغلي فيه أنيسون ومصطكي وشيئا من عود ، وينبغي أن يؤخذ هذا اللبن للخلفة مع سفوف حب الرمان من وزن درهمين إلى ثلاثة دراهم وكعك من ثلاثة دراهم إلى خمسة ، فأما إن أردت أن تسقيه لتسكين الحرارة وتخصيب البدن وتسمينه فوحده أو مع كعك. الرازي : الماست والرائب والشيراز كلها تبرد وتطفئ وتنفخ وينبغي أن يجتنبها من بدأ به البهق الأبيض وأصحاب القولنج ووجع المفاصل والظهر والورك لأن الماست والشيراز غليظان بطيئا النزول والرائب أسرع نزولا وأشدّ تطفئة وأكثر نفخا وكل ما كان أحمض كانت هذه الخلال فيه أقوى.
لبأ : جالينوس : هو اللبن الذي يحلب وقت الولادة إذا لم يخلط بعسل كان أبطأ انهضاما وأبلغ في توليد الخلط الغليظ وأبطأ في الإنحدار عن المعدة والنفوذ في الأمعاء ، وإذا خلط معه العسل كان ما يرد إلى البدن منهما من الغذاء مقدارا كثيرا. ابن ماسه : هو رديء للمرطوبين يهيج القولنج ويولد الحصا في المعدة ووجعها. المنهاج : هو بارد رطب يخصب البدن ويصلح مزاج الكبد الحارة ويحدث جشاء حامضا دخانيا ويهيج الفواق.
الرازي في دفع مضار الأغذية : واللبن الرطب وهو اللبأ أوخم وأشدّ إذهابا لشهوة الطعام من الجبن غير أنه أسرع نزولا وأقل تسديدا. ديسقوريدوس في مداواة أجناس السموم : ومن شرب لبأ قد صيرت فيه أنفحة سي (١) فإنه يأخذه الخناق من ساعته لأن اللبن يجمد في بطنه فينفعه أن يشرب خلا فيه أنفحة مرارا كثيرة ويشرب ورق قالاسني وهو حبق التمساح يابسا كان أو رطبا وعصارته إن كان رطبا مع أصل الجنطيانا وأصل الأنجذان والحاشا مع الخل والرماد الذي يعمل به الطين ولا يقربن شيئا من الملوحة فإن اللبن يزداد جمودا وتجبنا ولا ينبغي لهم أن يستعملوا القيء لئلا يقف اللبن على المعدة فيكون منه موت سريع ولا يستعملوا القيء فإن بانجذابه إلى المريء وتشربه هناك وهو جامد يخنق. الرازي : اللبن الحليب كثيرا ما ينعقد في المعدة إذا
__________________
١) هكذا في الأصل ولعله سني.