كل تلك الأدلة والقرائن والشواهد جعلتنا
نطمئنّ إلى أن عثمان كان هو البادئ بالخلاف ، والآتي بالوضوء الثلاثي الغسلي الجديد.
عثمان والإحداث
بقي علينا أن نوضّح السبب ـ أو الاسباب ـ
التي دعت عثمان إلى إحداث هذا الوضوء الثلاثي الجديد ، وللإجابة عن ذلك رأينا أوّلاً أن ننظر في سبب مقتله ، لأننا توصلنا إلى أنّ السبب الأكبر الذي دعا قاتليه إلى قتله هو إحداثاته في الدين ، لا مجرّد تصرّفاته وسوء سياسته المالية والإدارية ، وذلك من خلال ملاحظة القضايا الرئيسية التالية :
١ ـ إن طلحة والزبير كانا من أوائل المؤلّبين
عليه والمفتين بقتله ، مع أنّ عثمان أغدق عليهما الأموال بشكل عجيب
، وكذلك الأمر بالنسبة لعبدالرحمن بن عوف
، مضافا إلى وعد عثمان إياه بالخلافة
، وهكذا
______________________________