إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا الاختلاف في الوضوء

لماذا الاختلاف في الوضوءلماذا الاختلاف في الوضوء

لماذا الاختلاف في الوضوء

المؤلف :السيد علي الشهرستاني

الموضوع :العقائد والكلام

الناشر :دار مشعر

الصفحات :102

تحمیل

لماذا الاختلاف في الوضوء

52/102
*

الثلاثي الجديد واعتباره هو الإسباغ فقط ـ والذي طوره عثمان من بعد حتّى صار يغسل رجليه ، وطوّره معاوية فغسل رأسه ـ وبذلك فلم يكن للمسح حكم في المذاهب الأربعة لا في الرأس ولا في القدمين لتجويزهم الغسل بدله فيها (١) !!

ويؤيد ما قلناه ما رواه عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال ـ بعد أن توضأ الوضوء الثلاثي الغسلي ـ : فمن زاد على هذا أو نقص فلقد أساء وظلم (٢) ، فهل يُعقَل أن يكون من توضأ مرّة أو مرتين قد أساء وظلم ، مع ثبوت ذلك الوضوء عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وكبار الصحابة ؟!

يبدو أنّ عثمان ومتابعيه أرادوا التأكيد على الثلاثي فقط وفقط واعتباره هو الإسباغ المقصود دون غيره.

ز ـ إنّ وضوءات عثمان تحمل في طياتها إشارات تشير إلى إحداثه ، وتعدّيه في الوضوء.

منها : قوله : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يتوضأ نحو أو مثل وضوئي هذا (٣) ، وقوله : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله توضأ وضوئي هذا (٤) ، ولا تراه يقول مثلاً :

______________________________

(١) اُنظر في ذلك الفقه على المذاهب الأربعة للجزيري ١ : ٥٧ ـ ٦٢ مثلاً.

(٢) سنن أبي داود ١ : ٣٣ / ح ١٣٥. واُنظر : سنن البيهقي ١ : ٧٩ وسنن ابن ماجة ١ : ١٤٦ / ح ٤٢٢. واُنظر تعليق السيوطي على هذا الحديث في هامش النسائي ١ : ٨٨.

(٣) صحيح البخاري ١ : ٥١ ، سنن أبي داود ١ : ١٠٦ ، سنن البيهقي ١ : ٤٨ ، سنن النسائي ١ : ٦٤ و ٦٥ ، سنن الدارقطني ١ : ٨٣ / ١٤ ، صحيح مسلم ١ : ٢٠٥.

(٤) سنن النسائي ١ : ٦٥ ، سنن البيهقي ١ : ٤٨.