أما الطائفة الثانية ـ فهي طائفة المجتهدين
ـ الذين كانوا
يفتون بالرأي في محضره صلىاللهعليهوآله
، ويبتغون المصلحة مع وجود النص ، وهؤلاء وإن كانوا معتقدين برسالة الرسول لكنهم لم يعطوه تلك القدسية والمكانة التي منحها الله إياه ، فكانوا ـ في كثير من الأحيان ـ يتعاملون معه كأنه بشر غير كامل يخطئ ويصيب ، ويسبّ ويلعن ثم يطلب المغفرة للملعونين .
وهذا الانقسام بين الصحابة كان من جملة الأسباب
التي أدت لاختلاف المسلمين في الأحكام الشرعية بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وقد كان هذا الانقسام منطويا على علل أخرى كثيرة ستقف على بعضها في بحوثنا الآتية.
بلى ، إنّ دعاة الاجتهاد استدلوا على شرعية
هذا الاختلاف بقوله صلىاللهعليهوآله
: ( اختلاف أمتي رحمة )
، لكن أحقاً أن ( اختلاف أمتي رحمة ) بالمعنى الذي
______________________________