الباطنة في أعضاء الجوف ، ومن ظاهر إذا شرب مدقوقا معصورا ماؤه غير مغلي بالنار مصفى ومقدار ما يشرب منه أربعة أواق بالسكر ، وإن مزج بغيره من ماء الرازيانج والهندبا والكشوث بمقدار ما يصير من مائه أوقيتان ، وكذا كل واحد من ماء هذه البقول الثلاثة مغلي مصفى ، وهذه البقول إذا مزجت مياهها كان لها نفع في تحليل الأورام الباطنة التي تكون في الكبد والطحال وورم الحجاب الذي يكون بين الكبد والطحال ، ومن الورم الذي في المعدة ومن بدوّ الماء الأصفر. الإسرائيلي : ومن الواجب أن لا يقصد العلاج به في ابتداء حدوث الأورام لأن الأورام في ابتدائها تحتاج إلى تقويته أكثر من تلطيفه مثل لسان الحمل وعصي الراعي ، وأما عنب الثعلب فليس كذلك لأن تلطيفه أكثر من تقويته ولذلك وجب أن لا يستعمل إلا في آخر العلل. إسحاق بن عمران : وإذا حقن بمائه من به الموم برد جسمه وأطلق بطنه بعفوصته وأكله مسلوقا ينفع من الأورام الحارة العارضة للكبد. التجربتين : يسكن العطش شربا وضمادا ، وإذا خلط ماؤه بالأسفيذاج نفع من حرق النار طلاء ، ونفع من الجدري المتقرح ويسكنه ويجففه ، وإذا درس كما هو ووضع على السرطان المتقرح سكنه ، وإذا تمودي عليه أضمره ومنع قروحه من أن تسعى. غيره : أكل ثمرته يقطع الاحتلام. ديسقوريدوس : وقد يكون صنف آخر من عنب الثعلب ويسمى النفقاين وهو الكاكنج ورقه شبيه بورق الصنف الأوّل إلا أنه أعرض منه ، وقضبانه بعد أن تطول تميل إلى أسفل وله ثمر في غلف مستديرة شبيهة بالمثانة حمر مستديرة ملس مثل حب العنب ، وقد يستعمل في الأكاليل وقوته شبيهة بقوة الصنف الأوّل ، غير أن هذا الصنف لا يؤكل ، وثمرة هذا النبات تنقي اليرقان بإدرارها البول. جالينوس : قوة ورقه شبيهة بقوة عنب الثعلب النابت في البساتين وثمرته تدر البول ، ولذلك قد تخلط هذه الثمرة وهي حب الكاكنج في أدوية كثيرة تصلح للكبد والكليتين والمثانة. حبيش : الكاكنج صنفان جبلي وبستاني ، والجبلي أفضل في العلاج وأشبه بعنب الثعلب البستاني.
الشريف : الكاكنج ينفع من الربو واللهب وعسر النفس شربا ، وإذا ابتلع من حبه مثقال في كل يوم شفى من اليرقان بإدراره البول ، ويقال : إن المرأة إذا ابتلعت من حبه بعد طهرها ٧ أيام في كل يوم ٧ حبات منعت الحبل. ديسقوريدوس : وقد يستخرج عصارة هذا الصنف الأوّل والثاني ويجففان في الظل للخزن وفعلهما واحد. قال : ومن عنب الثعلب صنف ثالث يقال له المنوم وهو تمنش له أغصان كثيرة متكاثفة متشعبة عسرة الرض مملوءة ورقا ، وفيه رطوبة تدبق باليد يشبه ورق السفرجل ، وزهر أحمر في حمرة الدم صالح العظم وثمر في غلف ، ولونه شبيه بلون الزعفران ، وله أصل له قشر لونه إلى الحمرة وهو صالح العظم ينبت في أماكن صخرية. جالينوس : هو من جنس الشجر ولحاء أصله إذا شرب بالشراب جلب النوم ، والذي يشرب منه زنة مثقال واحد ، وأما في سائر خصاله فهو شبيه بالأفيون ولكنه أضعف منه حتى يكون هذا في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تبرد والأفيون في الرابعة ، وبزر هذا النوع قوته تدر البول ومتى شرب منه أكثر من ١٢ حبة أحدثت لشاربه جنونا. ديسقوريدوس : وإذا شرب من قشر الأصل مقدار درهمين أياما نوم نوما أخف من صمغة الخشخاش وثمره يدر البول إدرارا قويا. وقد يسقى من كان به جنون من ثمره نحو من اثنتي عشرة حبة ، إلا أنه إن شرب أكثر أسكر ومن عرض له ذلك فإنه إذا شرب شرابا كثيرا من الشراب الذي يقال له ماء القراطن انتفع به ، وقد يستعمل قشر الأصل في الأدوية المسكنة للأوجاع ، وفي أخلاط بعض الأقراص ، وإذا طبخ بالشراب وأمسك طبخه في الفم نفع من وجع الأسنان ، وإذا خلطت عصارة الأصل بالعسل واكتحل بها أحدّت البصر. قال : ومن عنب الثعلب نوع رابع يقال له المجنن ، وهو نبات