والجوف : وادٍ باليمن (١) تسكنه همدان (٢) ، وهو الذي يقال له : « أخلى من جوف حمار » (٣). نُسِبَ إِلى حمار ابن نصر بن الأزد ، وكان له بنون فماتوا ، فحلف لأُميْتَنَّ من أحياء الله عزوجل من أهل الجوف ، فقتل أهل الجوف حتى أفناهم ، وأخلى الجوف. فضربت به العرب المثل فقالوا : « أخلى من جوف حمار » ، و « وأكَفَرُ من حمار » (٤).
ل
[ الجوْل ] : الشيء يُجتال : أي يختار.
ن
[ الجَوْن ] : الأسود.
والجَوْن : الأبيض ، وهو من الأضداد.
قال يصف شعر رأسه (٥) :
تَقُولُ حَلِيلَتِي لما رَأَتْه |
|
شَرِيجاً بيْنَ مُبْيَضٍّ وجَوْنِ |
و [ فَعْلة ] ، بالهاء
__________________
(١) جوف اليمن : معروف باسمه ، وهو محافظة من محافظات اليمن اليوم ، وقاعدته الحزم ، بينها وبين صنعاء نحو (١٠٠) كم ، وهو من أغنى بقاع اليمن بالمواقع الأثرية المهمة ، وخير من فصل في ذكره الهمداني في الصفة : ( ١٥٢ ـ ١٦٦ ، ٣١٤ ) وما بعدها ، وانظر له الإِكليل : ( ٨ / ١٧٥ ـ ١٧٨ ) وبقية مؤلفاته التي لا تخلو من ذكر الجوف ، وانظر مجموع الحجري : ( ١ / ١٩٥ ـ ٢٠١ ) ، والموسوعة اليمنية : ( ١ / ٣٢٩ ) ومعجم ياقوت : ( ١ / ١٨٧ ـ ١٨٨ ).
(٢) كان سكان الجوف قديماً هم المعينيون والسبئيون ثم نسل سبأ من حمير ومن كهلان ـ همدانها ومذحجها وكندتها ـ ثم صار لمذحج ومراد منهم خاصة ، وأخرجتهم همدان منه في وقعة يوم الرَّزْم التي حدثت في السنة الثانية من الهجرة معاصرةً لوقعة بدر ، وأشهر مسميات الجوف هي ( جوف مراد ) و ( جوف المَحُوْرَة ) انظر الاكليل : ( ١٠ / ٩٦ ) أما تسمية ( جوف همدان ) فمستحدثة و ( جوف حمار ) قليلة الاستعمال ، ولم يستعملها الهمداني في تفاصيل حديثه عن الجوف.
(٣) المثل رقم : (١٣٦٤) في مجمع الأمثال ، والقصة هناك برواية فيها اختلافات فصاحب المثل هنا هو رجل من عاد.
(٤) المثل رقم : (٣٢٠٣) وقصته هنا أقرب إِلى ما ذكره المؤلف.
(٥) البيت دون عزو في اللسان ( جون ) وفيه : « لما رأتني » بدل « لما رأته » ، وهو شاهد على الأسود.