في جميع خصاله وذلك
أنه يصير ألطف مما كان كسائر جميع الأدوية التي تحرق وليس تزداد حدته كما تزداد
حدة كثير من الأدوية التي تحرق جميع الأدوية التي تحرق متى غسلت بعد الحرق كانت
ألين وأبعد عن اللذع ، وهذه الثلاثة أدوية أعني الزاج الأحمر والقلقطار والزاج الأخضر
هي من جنس واحد في قوّتها ، وإنما تختلف في لطافتها وفي غلظها وذلك أن أغلظها
الزاج الأحمر وألطفها الأخضر ، وأما القلقطار فقوته قوة وسطى بين هذين ، وهذه
الثلاثة تحرق كلها وتحدث في اللحم قشرة صلبة بعد الإحراق وفيه مع أنها تحرق قبض
أيضاً ، والزاج الأخضر إذا أدمي من اللحم المعرى كان تلذيعه إياه أقل من تلذيع
القلقطار على أنه حار حرارة ليست باليسيرة وليست بدون حرارة القلقطار ، ولكن إنما
صار هذا موجوداً فيه للطافة جوهره ، والزاج الأخضر والقلقطار يذيبان اللحم وينحلان
كلاهما إذا طبخا بالنار ، وأما الزاج الأحمر فلا ينوب ولا ينحل لأن جموده جمود قوي
حجري ، كما أن الزاج الأخضر أيضاً لما قد نضج بحرارته الطبيعية فضل نضج على
القلقطار صار حقيقياً بأن يكون أعسر انحلالاً وذوباناً من القلقطار ، وأما
الميطرانا فهو من الأدوية التي تقبض قبضاً شديداً مع أنه يلطف أكثر من جميع الأدوية
القابضة ويجلو جلاء يسيراً. ديسقوريدوس : القلقنت له قوة قابضة مسخنة محرقة تقلع
الآثار ، وإذا ابلتع منه مقدار درخميين أو لعق بعسل قتل الدود المتولد في البطن ،
والذي يقال له حب القرع ، وإذا شرب بالماء حرك القيء وينفع من مضرة الفطر القتال ،
وإذا ديف بالماء وشربت به صوفة وعصر وقطر في الأنف نقى الرأس وقد يحرق كما يحرق
القلقطار ، وأما القلقطار فله قوة قابضة مسخنة محرقة تنقي العيون والمآقي وهو من
الأدوية التي تقبض اللسان قبضاً معتدلاً وقد يصلح للحمية والنملة ، وإذا خلط بماء
الكراث قطع نزف الدم من الرحم وقطع الرعاف ، وإذا استعمل يابساً نفع من أورام
اللثة والقروح الخبيثة العارضة فيها ، ومن أورام النغانغ ، وإذا أحرق وسحق واكتحل
به مع العسل نفع من غلظ الجفون وخشونتها ، وإذا عملت منه فتيلة وأدخلت في البواسير
قلعتها ، وقد
يعمل منه الدواء الذي يقال له لسقوريون على هذه الصفة يخلط بجزأين منه وجزء من
القليميا ويسحق بالخل ويصير في إناء من خزف ويطمر في سرجين في أشد ما يكون من
الصيف ويترك ٤٥
يوماً ، وهذا الدواء حار وله قوّة يفعل بها ما يفعل
القلقطار ، ومن الناس من يأخذ من القلقطار جزءاً ويخلط به من القليمياء مثله ويسحقهما
بالخمر ثم يفعل به كما وصفنا. جالينوس في ٩ : هذا الدواء يذهب بالجرب وهو يجفف
أكثر من تجفيف القلقطار ، وهذا بعيد من اللذع عنه ، وإذا كان كذلك فالأمر فيه معلوم
أنه ألطف. ديسقوريدوس : وقد يحرق القلقطار على هذه الصفة يؤخذ ويوضع على خزف جديد
ويغطى ويوضع الخزف على جمر ، ويكون مقدار الخزف إذا كان القلقطار كثير الرطوبة إلى
أن لا يظهر فيه نفاخات ، وقد يكون قد جف جفافاً بالغاً ، وإذا لم تكن فيه الرطوبة
الكثيرة فإلى أن يتغير لونه ويحمر ، فإذا تغير لون باطنه كان شبيهاً بلون المغرة ،
فينبغي أن يرفع عن النار وينظف ويرفع وقد يشوى أيضاً بأن يوضع على الجمر وينفخ
عليه حتى يميل لونه إلى الصفرة أو يوضع على خزف ويوضع الخزف على جمر ويحركه دائماً
حتى يحمى ويتغير لونه ، وأما الزاج فقوته شبيهة بقوة القلقطار في الشدة والضعف ، وأما
الزاج المصري فإنه في كل ما استعمل أقوى من الزاج القبرسي ما خلا أمراض العين فإنه
في غاية
_________________