لوضع حديث العشرة المبشّرة بالجنّة دفعاً لاعتراضات المسلمين دون جدوى ، لكنّها سرعان ما استغلَّت من بعد أيّما استغلال فأثّرت في عقائد وفقه المسلمين.
١٢ ـ اختصاص المدوّنات المتأخّرة زمنيّاً بقسط كبير من آراء أتباع الاجتهاد عموماً ، وتركيزها الأكيد على تدوين سيرة الشيخين خصوصاً ، ممّا أضفى على آرائهما المدوّنة ميزة وأرجحيّة على باقي الآراء ، وهذا معناه أنَّ محاولة حصر الاجتهاد وإن كانت قد فشلت في الحصر التامّ ، إلاّ أنّها نجحت في إضفاء هالة من القدسيّة والأولويّة على سيرتهما دون غيرهما.
١٣ ـ تسليط الأضواء على فقه المخالفين للتدوين والتعبّد ، ورفض فقه المدوّنين المتعبّدين ، وتقوية مكانة القرشيين ومتأخّري
__________________
٥ : ٢٠٩٥ ٧ كتاب الذبائح ، باب ما ذبح على النصب والأصنام ، ح ١٨٠ عن سالم أنّه سمع عبدالله يحدّث عن رسول الله أنّه لقي زيد بن عمر بن نفيل بأسفل بَلْدَح وذلك قبل أن ينزل على رسول الله الوحي فقدّم إليه رسول الله سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منها ثمّ قال : إنّي لا آكل ممّا تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلاّ ممّا ذكر اسم الله عليه !. فلاحظ ما أُضفي من هالة على والد واضِعِ حديث العشرة المبشرة.