مسرعين إلىٰ سقيفة بني ساعدة فلقيا أبا عبيدة بن الجراح فانطلقوا جميعاً ، حتىٰ دخلوا السقيفة وفيها رجال من الأشراف معهم سعد بن عبادة (١).
إن دراستنا لهذا الحدث التاريخي تبين عدم عقد إجماع البيعة لأبي بكر وما إسراعه للسقيفة إلّا محاولة لحصر هذا الموضوع وعدم انتشاره بين الناس كي لا ينفروا من بيعته وتكون بذلك أول بيعة لأبي بكر استعين بها بالعصبية القبلية ـ وخصوصاً بين الاوس والخزرج ـ قد وقعت في السقيفة مما لا يعطيها الشرعية الدينية بحيث يغيب عنها كبار الصحابة وبخاصة أهل البيت الهاشمي ولكن ابن كثير من أجل أن يخرج من هذا المأزق أخرج لنفسه رواية تجعل من البيعة بيعة عامة في المسجد قبل أن يتجه إلىٰ السقيفة إذ بايعه في المسجد جماعة من الصحابة ووقعت حسب زعمه شبهة لبعض الأنصار (٢).
وقد يظن البعض بأنّ هذه الرواية بسيطة لكنها في الحقيقة شرعنة للنظام الخلفائي الذي يفتقد المصداقية الدينية فمحاولة البعض لتصوير وقوع البيعة في المسجد هي وسيلة لشرعنة هذا العمل وإعطائه صبغة جماعية ، ومما يزيد من تأكيد هذا القول أي أنّ البيعة الأولىٰ كانت في المسجد هو ما أورده بعد ذلك حيث يقول :
______________
(١) انظر : ابن قتيبة الإمامة والسياسة ص ٩ ـ شركة مكتبة ومطبعة ومصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر محمد محمود الحلبي وشركاه ـ حلفاء.
(٢) ابن كثير ، البداية والنهاية : ٥ / ٢١٤.