هو نتيجة التعاقد بين أفراد المجتمع وتسليم الرقاب وكل السلطات له ، والهدف منه هو الحفاظ علىٰ سلامة الناس عن طريق ضابط رادع.
وهوبز في الحقيقة لم يخرج أوربا من خلال نظريته من الاستبداد ـ باستثناء التعاقد الذي طرحه ـ ولكن ظلت السلطة مطلقة في يد شخص واحد مما يفتح ذلك باباً جديداً من الاستبداد الذي تغيب فيه سلطة الكنيسة إلىٰ استبداد تظهر فيه سلطة الفرد.
إن هذا الطابع الاستبدادي لنظرية هوبز جعلها تكون محل نقد ، لأنه أخضع الرعايا إخضاعاً مطلقاً لإرادة الحاكم ، ولم يترك لهم أي حق تجاهه (١). باستثناء التعاقد الذي تم التوافق عليه كحل أمثل لخروج المجتمع من دوامة الاستبداد الذي يعيش فيه.
وكان لجون لوك رأي آخر وهو إحداث سلطة مقيدة. فبعدما أعطىٰ هوبز كل السلطات لشخص واحد من دون مراقبة الشعب له بحيث له حق التصرف ، جاء جان لوك ليجعل هذه السلطة عبارة عن وديعة في يد الحاكم سلمه إياه الشعب ، وله الحق في سحبها منه متىٰ ما تعارضت مصالح الشعب مع مصالح الحاكم وتقوم نظرية لوك في العقد الاجتماعي ، علىٰ أن الأفراد لم يتنازلوا في هذا العقد عن جميع حقوقهم ، وإنما عن جزء منها وتمسكوا بالآخر. ويعتبر لوك الحاكم
______________
(١) روبرت ماكيفر ، تكوين الدولة ، ترجمة حسن صعب ص ٣٤ دار العلم للملايين ، بيروت ١٩٦٦.