ودرأ الحد عن المغيرة ، فقال أبو بكرة بعد ان ضرب : أشهد ان المغيرة فعل كذا وكذا ، فهم عمر بضربه فقال له علي (عليه السلام) : ان ضربته رجمت صاحبك ، ونهاه عن ذلك.
فاستتاب عمر ، أبا بكرة فقال : انما تستتيبني لتقبل شهادتي ، قال : أجل ، قال : فإني لا أشهد بين اثنين ما بقيت في الدنيا ، قال : فلما ضربوا الحد قال المغيرة : الله اكبر ، الحمد لله الذي أخزاكم ، فقال عمر : اسكت أخزى الله مكانا رأوك فيه.
وأقام أبو بكرة على قوله ، وكان يقول : والله ما أنسى قط فخذيها ، وتاب الاثنان فقبل شهادتهما ، وكان أبو بكرة بعد ذلك إذا طلب إلى شهادة قال : اطلبوا غيري ، فإن زيادا أفسد علي شهادتي.
وكانت الرقطاء التي رمي المغيرة تختلف إليه في أيام امارته الكوفة ، في خلافة معاوية في حوائجها فيقضها لها (١).
__________________
(١) ابن أبي الحديد ١٢ : ٢٣٤. وروى القصة أبو الفرج الأصفهاني في كتابه الأغاني ١٤ : ١٤٥ وفيه : حدثني أحمد بن عبد العزيز الجوهري. تاريخ الطبري ٤ : ٢٠٧. فتوح البلدان : ٣٥٢. الكامل ٢ : ٢٢٨. البداية والنهاية ٧ : ٨١. عمدة القارئ ٦ : ٣٤. الغدير ٦ : ١٣٧. وفيات الأعيان ٦ : ٣٦٤. افحام الأعداء والخصوم ١ : خ. سنن البيهقي ٨ : ٢٣٥.
وكانت الرقطاء هذه مغنية من أضرب الناس على آلات اللهو والطرب ، وقال حسان بن ثابت يهجو المغيرة بن شعبة في هذه القصة :
لو أن اللوم ينسب كان عبدا |
|
قبيح الوجه أعود من ثقيف |
تركت الدين والاسلام لما |
|
بدت لك غدوة ذات النصيف |
وراجعت الصبا وذكرت لهوا |
|
من القينات والعمر اللطيف |
مات المغيرة بن شعبة بالكوفة سنة خمسين في خلافة معاوية وهو ابن سبعين سنة وكان ر جلا طوالا اصيبت عينه يوم اليرموك.