قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    السقيفة وفدك

    75/152
    *

    وسر على بركة الله ، فقال : يا رسول الله ، إن أنا خرجت وأنت على هذه الحال خرجت وفي قلبي قرحة منك ، فقال : سر على النصر والعافية فقال : يا رسول الله إني أكره أن اسأل عنك الركبان ، فقال : انفذ لما أمرتك به ، ثم اغمي على رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقام اسامة فتجهز للخروج ، فلما أفاق رسول الله صلى الله عليه وآله ، سأل عن اسامة والبعث ، فأخبر أنهم يتجهزون ، فجعل يقول : انفذوا بعث اسامة ، لعن الله من تخلف عنه ، وكرر ذلك ، فخرج اسامة واللواء على رأسه ، والصحابة بين يديه حتى إذا كان بالجرف (١) نزل ومعه أبو بكر وعمر ، واكثر المهاجرين ، ومن الأنصار اسيد بن حضير ، وبشير بن سعد وغيرهم من الوجوه ، فجاءه رسول ام أيمن يقول له : ادخل فإن رسول الله يموت ، فقام من فوره فدخل المدينة واللواء معه ، فجاء به حتى ركزه بباب رسول الله ، ورسول الله قد مات في تلك الساعة.

    قال : فما كان أبي بكر وعمر يخاطبان أسامة الى أن ماتا إلا بالأمير (٢).

    حدثنا أبو زيد عمر بن شبة ، عن عبد الله بن محمد بن حكيم الطائي عن السعدي عن أبيه ، أن سعيد بن العاص حيث كان أمير الكوفة ، بعث مع ابن أبي عائشة مولاه الى علي بن أبي طالب عليه السلام بصلة ، فقال علي عليه السلام : والله لا يزال غلام من غلمان بني أمية يبعث الينا مما أفاء الله على رسوله بمثل قوت الأرملة ، والله لئن بقيت لأنفضنها نفض القصاب الوذام التربة (٣).

    __________________

    (١) الجرف : موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام : معجم البلدان ٢ : ١٢٨.

    (٢) ابن أبي الحديد ٦ : ٥٢. النص والاجتهاد : ٩٤.

    (٣) ابن أبي الحديد ٦ : ١٧٥.

    قال ابن أبي الحديد بعد نقله الحديث : أعلم أن أصل هذا الخبر قد رواه أبو الفرج علي بن الحسين الاصفهاني في كتاب الاغاني ، باسناده الى الحارث بن حبيش قال : بعثني سعيد بن العاص ـ وهو يؤمئذ امير الكوفة من قبل عثمان ـ بهدايا الى المدينة وبعث معي هدية الى علي عليه السلام وكتب إليه : اني لم أبعث الى أحد اكثر مما بعثت به اليك الا الى أمير المؤمنين ، فلما أتيت عليا عليه السلام وقرأ كتابه قال : لشد ما يخطر علي بنو أمية تراث محمد (ص) اما والله لئن وليتها لانفضنها نفض القصاب التراب الوذمة.

    الوذام التربة : وهي الحزة من الكرش أو الكبد تقع في التراب فتنفض.