علي ابن أبي طالب فقال : ذاك الذي أحل حرم رسول الله صلى الله عليه وآله حتى كاد يقع.
قال محفوظ : قلت ليحيى بن صالح الوحاظي : قد رويت عن مشايخ من نظراء حريز ، فما بالك لم تحمل عن حريز قال : اني اتيته فناولني كتابا فإذا فيه : حدثني فلان عن فلان ، ان النبي صلى الله عليه وآله لما حضرته الوفاة اوصى ان تقطع يد علي ابن أبي طالب عليه السلام ، فرددت الكتاب ولم استحل أن كتب عنه شيئا.
وحدثني أبو جعفر قال : حدثني ابراهيم ، قال : حدثني محمد بن عاصم صاحب الخانات قال : قال لنا حريز بن عثمان ، ونحن نبغضه ، قالوا : لم؟ قال : لأنه قتل أجدادي.
قال محمد بن عاصم : وكان حريز بن عثمان نازلا علينا (١).
أخبرني أحمد بن اسحاق قال : حدثنا أحمد بن سيار قال : حدثنا سعيد بن كثير عفير الأنصاري ، أن النبي صلى الله عليه وآله لما قبضاجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة فقالوا : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قد قبض ، فقال سعد بن عبادة ، لابنه قيس ، أو لبعض : انني لا استطيع ان أسمع الناس كلامي لمرضي ، ولكن تلق مني قولي فأسمعهم ، فكان سعد يتكلم ، ويستمع ابنه ويرفع به صوته ليسمع قومه فكان من قوله ، بعد حمد الله والثناء عليه ، أن قال :
إن لكم سابقة الى الدين ، وفضيلة في الاسلام ليست لقبيلة من العرب ، إن رسول الله صلى الله عليه وآله ، لبث في قومه بضع عشرة سنة ، يدعوهم الى عبادة الرحمن ، وخلع الأوثان ، فما آمن به من قومه إلا قليل ، والله ما كانوا يقدرون أن يمنعوا رسول الله ولا يغروا دينه ، ولا يدفعوا عنه عداه ، حتى أراد الله بكم خير الفضيلة ، وساق اليكم الكرامة ، وخصكم بدينه ، ورزقكم الايمان به
__________________
(١) ابن أبي الحديد ٤ : ٧٠.