وحدثنا أبو زيد ، قال : حدثنا عمرو بن مرزوق ، عن شعبة عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، قال : قال لها أبو بكر لما طلبت فدك : بأبي أنت وأمي ، أنت عندي الصادقة الأمينة ، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهد اليك في ذلك عهدا ، أو وعدك به وعدا ، صدقتك وسلمت اليك ، فقالت : لم يعهد إلي في ذلك بشيء ، ولكن الله تعالى يقول : (يوصيكم الله في أولادكم) (١) فقال : أشهد لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : إنا معاشر الأنبياء لا نورث (٢).
وحدثنا أبو زيد ، قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عبد الله الأنصاري ، عن ابن شهاب ، عن مالك بن أوس بن الحدثان ، قال : سمعت عمر وهو يقول للعباس ، وعلي ، وعبد الرحمن بن عوف ، والزبير ، وطلحة ، أنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : إنا لا نورث ، معاشر الأنبياء ، ما تركنا صدقة؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدخل في فيئه أهله السنة من صدقاته ، ثم يجعل ما بقي في بيت المال؟ قالوا : اللهم نعم ، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبضها أبو بكر ، فجئت يا عباس تطلب
__________________
(١) سورة النساء : ١١.
(٢) ابن أبي الحديد ١٦ : ٢٢٨.
لم تفتقر فاطمة الزهراء (ع) في دعواها الى بينة وشهود وعهد ووعد بعد ان صرج الرسول الأعظم (ص) على صدقها ، وكان على أبي بكر الاتيان بالبينة والشهود ، فقد روى أبو سعيد في شرف النبوة ان رسول الله (ص) قال لعلي : اوتيت ثلاثا لم يؤتهم أحد ولا أنا ، صهرا مثلي ولم اوت انا مثلي ، وأوتيت زوجة صديقة مثل ابنتي ولم أوت مثلها زوجة ، واوتيت الحسن والحسين من صلبك ولم اوت من صلبي مثلهما ، ولكنكم مني وانا منكم. الرياض النضرة ٢ : ٢٠٢. فضائل الخمسة ٣ : ١٤٨.
عن عائشة آها كانت إذا ذكرت فاطمة بنت النبي (ص) قالت : ما رأيت احدا كان أصدق لهجة منها الا أن يكون الذي ولدها.
وفي رواية بسنده عن عمرو بن دينار قال : قالت عائشة : ما رأيت أحد قط أصدق من فاطمة غير أبيها.
مستدرك الصحيحين ٣ : ١٦. الاستيعاب ٢ : ٧٥١. حلية الأولياء ٢ : ٤١.