التعليق في الماضي ، كما دلّت « إن » على التعليق في المستقبل (١). وهو خلاف البديهي.
والحق أنها تفيد امتناع الشرط خاصة ، ولا دلالة لها على امتناع الجواب ، ولا على ثبوته ؛ ولكنه إن كان مساويا للشرط في العموم لزم انتفاؤه ، وإلا فلا. فظهر أنّ أصح تعريفاتها ما قاله ابن مالك (٢) وابن هشام (٣) : إنها حرف يقتضي امتناع ما يليه ، واستلزامه لتاليه.
وقد تأتي لو حرف شرط في المستقبل كـ « إن » إلا أنها لا تجزم ، كقوله تعالى ( وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ ) (٤). وعليه نزّل قوله : « نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه » (٥). وأنكر ورودها بهذا المعنى قوم ، منهم ابن مالك (٦).
إذا عرفت ذلك فمن فروعه :
ما لو قال : أنت عليّ كظهر أمي لو دخلت الدار ، ومقتضى القاعدة أن يرجع إليه في التفسير ، فإن أراد معنى « إن » فواضح ، وإن أراد أنه لو حصل في الماضي دخول لكان يقع الظهار ، قبل أيضا ولم يقع ؛ فإن تعذرت المراجعة فالأصل عدم الوقوع ، ولأن وقوع « لو » على الوجه الأول أكثر أو متعين.
__________________
(١) حكاه عن الشلوبين وابن هشام الخضراوي في المغني ١ : ٣٣٧.
(٢) البهجة المرضية ٢ : ١٦١ ، التسهيل : ٢٤٠.
(٣) مغني اللبيب ١ : ٣٤٢.
(٤) النساء : ٩.
(٥) هذا مروي عن عمر بن الخطاب.
(٦) البهجة المرضية : ٢ : ١٦٥.